يبدو أن فولتير كان أول من لقب فردريك بـ "الأكبر" منذ عام ١٧٤٢ (١) Frederiv Le Grand وكانت العبارة جزءاً من ميثاق الإعجاب المتبادل دام عشرة سنين بعد ذلك التاريخ. ولكن إذا جاز التاريخ أن ينحو نحو الشاعر هويتمان في التهليل للمهزومين بنفخ الأبواق، حق له أيضاً أن يلقب ماريا تريزا بالكبرى، لأنها كانت واحدة من عدة ملكات فقن في العصور الحديثة معظم الملوك وأزرين بهم.
ولنبدأ حديثنا عنها من خلال خليفتها. فقبل أن تولد بست سنوات ارتقى أبوها الهابسبورجي (١٧١١) عرش "الأمبراطورية الرومانية المقدسة" وتسمى شارل السادس. وكان رأي فولتير في هذه الدولة أنها لا تملك واحدة من هذه الصفات الثلاث، ولكنها لا تزال إمبراطورية، تكسوها مهابة تسعة قرون. وضمت هذه الدولة التي حكمت من فيينا حكماً واهناً النمسا، والمجر، وبوهيميا (تشكسلوفاكيا) واستراليا، وكارنثيا، وكارنيولا، والتيرول؛ وفي ١٧١٥ بسطت سلطانها على الأراضي المنبسطة الإسبانية السابقة، التي نعرفها الآن باسم بلجيكا، ولم تكن الدويلات الألمانية فيها خاضعة للإمبراطور إلا بالاسم، أما المدن الحرة الألمانية فقد اعترفت بسلطته في شئونها الخارجية، وكانت بوهيميا الآن في اضمحلال، فقد أشاع فيها الفوضى التعصب الديني واستغلال الملوك الغائبون عن أرضها وأكثرهم يتكلمون لغة أجنبية، أما المجر فكانت قد عانت من كونها أهم منطقة للصراع ين المسيحيين والعثمانيين، عبرها أكثر من عشرة جيوش واستهلكوها؛ وتقلص عدد سكانها، واستشرت الفوضى في حكومتها. ورفضت طبقة