في هذه الفترة لم تكن إيطاليا أمة وإنما كانت ساحة قتال. لقد كانت ممزقة إلى مناطق منفصلة متناحرة، وإلى لهجات متباينة لقد كانت ممزقة بشكل يصعب معه أن تتحد في وجه هجوم أجنبي وكانت المنطقة شمال نابلي تنعم بالشمس والتربة المثمرة التي توفر لها ريٌ جيد ومجار مائية تهبط إليها من جبال الألب أو الأبينين Apennines، مما حمل أهلها مرارا على حمل السلاح بسبب الخلافات بينهم وبين الأجانب من جامعي الضرائب.
وكان معظم إيطاليا قد وقع تحت حكم - أو نفوذ - أسرة الهابسبورج Hapsburg النمساوية على وفق بنود معاهدة أوتريشت Utrecht (أوترخت) الموقعة في سنة ١٧١٣، تلك المعاهدة التي جعلت ميلان، ومانتوا Mantua ونابلي وسردنيا وما يتبعها جميعا للإمبراطور تشارلز السادس - وفي الركن الشمالي الغربي من شبه الجزيرة الإيطالية، كانت سافوي وبيدمونت يحكمهما ملوك سردنيا وفي سنة ١٧٣٤ كانت مملكة الصقليتين بمركزيها: نابلي، وبالرمو، قد انتقلت من الهابسبورج إلى البوربون Bourbons بفضل المقاتل المقتدر، والحاكم القدير الذي أصبح مليكا لأسبانيا ونعني به تشارلز الثالث، وقبل أن يتجه إلى أسبانيا ورث مملكة نابلي لابنه فرديناند الرابع الذي تزوج الأرشدوقة ماريا كارولينا Maria Carolina التي أدت سيطرتها على زوجها إلى وقوع مملكة نابلي بكاملها تحت النفوذ النمساوي.
وعندما ماتت الإمبراطورة ماريا تريزا (١٧٨٠) حكم أبناؤها لومبارديا Lombardy وتسكانيا Tuscany ومودينا Modena وتزوجت ابنتاها من حاكمي نابلي وبارما Parma وأصبحت سافوي Savoy وبيدمونت Piedmont وسردنيا Sardinia تحت الحماية النمساوية. وكانت المنطقة الإيطالية الوحيدة التي تحظى بالاستقلال آنئذ هي البندقية (فينيسيا Venice) ولوسا Lucca وسان مارينو وجنوى Genoa. وكان في