للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى مكانة مرموقة في الكنيسة. وأحبت إيطاليا الجمال القريب المنال حباً جماً لم يسمح لها أن تسلب نفسها في سبيل الحقيقة البعيدة المنال. وهل وجد الحقيقة هؤلاء التيتون المتعصبون، أو ذلك البابا المصغر، المتجهم، الحاكم لجنيف، أو ذلك الغول القاسي المتربع على عرش إنجلترا؟ وأي هراء محزن يتصايح به هؤلاء المصلحون-في الوقت الذي نسيت فيه الطبقات المثقفة في إيطاليا الجحيم والهلاك كل النسيان! كان في وسع المرء أن يفهم الرفض الصامت المستتر للاهوت المسيحي إيثاراً لربوبية غامضة لطيفة، أما تغيير سر التحول (تحول الخبز والخمر إلى جسد المسيح ودمه) ليحل محله هول جبرية محتومة فذلك أشبه بالانتقال من رمزية مبهجة إلى سخافة انتحارية. وفي هذا الوقت بالذات، بعد أن بسطت الكنيسة جناحيها الغافرين على نزعات الإيطاليين الوثنية، كان كالفن يطلب الدنيا بأن تكفل نفسها بأغلال بيورتانية تهدد بتجريد الحياة من كل فرح وتلقائية. وأتى للبهجة والفن الإيطاليين أن يدوما إذا كف هؤلاء التيوتون والإنجليز الهمج عن إرسال نقودهم أو جلبها إلى إيطاليا؟.

[٢ - المصلحون الكاثوليك الإيطاليون]

ونتيجة لهذا كله اتجه الإجماع في إيطاليا إلى ضرورة الإصلاح داخل الكنيسة. والحق أن رجال الكنيسة المخلصين ظلوا قروناً يسلمون بالحاجة إلى الإصلاح الكنسي بل ويطالبون به. ولكن تفجر حركة الإصلاح البروتستنتي وتقدمها أضافا إلحاحاً جديداً على الحاجة والمطالبة "وانصب على رأس الأكليروس سيل غامر من الشتائم في المئات والألوف من النبذ والصور الساخرة" (٦). ومس "نهب وما" ضمير الكرادلة وجماهير الشعب المرتاعين كما س دخولهم. وأعلن عشرات من القساوسة أن هذه الكارثة نذير من الله. وفي عظة للأسقف ستافيليو أمام الروتا (وهو فرع قضائي