للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأسبانيا والنمسا وسردينا على السلطة في إيطاليا. وكان لانتصارات النمساويين في إيطاليا ما يقابلها من انتصارات للفرنسيين في الأراضي المنخفضة. وأخيراً أكره الإعياء المالي، لا أي نفور من المذابح، المتخاصمين على الصلح. وانتهت حرب الوراثة النمساوية بنهاية مؤسفة بمقتضى معاهدة إكس لاشابل، بعد مفاوضات طالت من إبريل إلى نوفمبر ١٧٤٨، وثبت بها استيلاء فردريك على سيليزيا، وكان هذا الكسب القيم الوحيد الذي استطاعت أي دولة من دول الظفر به لقاء ثمانية أعوام من التنافس في التدمير. فردت فرنسا الأراضي المنخفضة الجنوبية إلى النمسا رغم انتصارات ساكس؛ واعترفت بالأسرة الهانوفرية المالكة في انجلتره، ووافقت على طرد المطالب الشاب بالعرش من الأراضي الفرنسية.

واستراحت الدول ثمانية أعوام حتى يستطيع مخاض النساء أن يعوض النقص في الجيوش لجولة جديدة في لعبة الملوك.

[٥ - فردريك في أرض الوطن]

١٧٤٥ - ١٧٥٠

قفل الملك الظافر الذي أدركه التعب إلى برلين (٢٨ ديسمبر ١٧٤٥) وأقسم أن "سيكون منذ اليوم سلام إلى آخر حياتي! " (٨١) ونددت به كل أوربا خارج بروسيا (ونددت به بعض الناس داخلها) لصاً غادراً، وأعجبت به لصاً ناجحاً. واستنكر فولير مذابحه ولقبه "الأكبر" (٨٢) (أو العظيم). وكان فردريك قد رد في ١٧٤١ على احتجاجات الشاعر فقال:

تسألني كم من الزمن اتفق زملائي على أن يدمروا العالم فيه. وجوابي أنه ليس لي أدنى علم به، ولكن القتال أصبح فاشية هذا العصر، وفي ظني أن أمده سيطول. وقد أرسل لي الأبيه دسان-بيير، الذي يخصني بشرف مكاتبتي، كتاباً جميلا في طريقه رد السلام إلى ربوع أوربا والحفاظ عليه إلى الأبد ..

وكل ما ينقص الخطة لكي تنجح هو موافقة أوربا وبضعة توافه مماثلة (٨٣).

وقد قدم لأوربا دفاعه في كتابه الذي نشر بعد موته باسم "تاريخ