وكانت خير آيات النحت في ذلك العصر وأعظمها روعة هي الضريح الذي أقيم لموسولوس Mausolus ملك هليكرنسس. وكان موسولوس مرزباناً من مرازبة الفرس بالاسم، ولكنه بسط سلطانه على كاريا Caria وأجزاء من أيونيا وليشيا Lyoia، واستخدم موارده الكثيرة في إنشاء أسطوله وتجميل عاصمته. ولما مات (٣٥٣) أقامت أخته وهي أيضاً زوجته مباراة شهيرة في الخطابة تكريماً له، واستدعت أشهر الفنانين اليونان ليشتركوا في إقامة ضريح يكون تذكاراً جديراً بعبقريته. وكانت ملكة بطبعها كما كانت بزواجها. ولما أن اغتنم أهل رودس فرصة موت الملك وغزوا كاريا غلبتهم بحيلها واستولت على أسطولهم وعاصمة بلادهم، وما لبثت أن أملت شروطها على أولئك التجار الأثرياء (٣٢). ولكن حزنها على وفاة موسولوس هد ركنها فلم تعش بعده أكثر من عامين، قبل أن يتم الضريح الذي صار فيما بعد حديث الناس كلهم في بلاد الغرب. وكان اسكوباس، وليوكاريز Leochares، وبريكسيس Bryaxis، وتمثيوس يعملون في جد وأناة لإقامة ضريح رباعي الشكل من ألواح من الرخام الأبيض فوق قاعدة من الآجر، ويغطونه بسقف هرمي، ويزينونه بستة وثلاثين عموداً، وبطائفة كبيرة من التماثيل الصغيرة والنقوش. وقد عثر الإنجليز في خرائب هليكرنسس عام ١٨٥٧ م على تمثال لموسولوس يظهره رجلاً هادئاً قوياً. وكان أعظم من الضريح نفسه صقلا إفريز (١) يمثل مرة أخرى كفاح اليونان مع المحاربات الخرافيات الأمزونيات. ويعد هذا النقش وما فيه من رجال