ورد في معجم سويداس The Lexicon of Suidas أنه حدث في أثناء تمثيل مسرحية من تأليف براتيناس Pratinas حوالي ٥٠٠ ق. م أن سقطت المقاعد الخشبية التي كان النظارة يجلسون عليها، وأن أصيب بعضهم بجروح، وأن استولى الذعر عليهم، وأن الأثينيين شادوا بعد هذا الحادث ملهى من الحجر إلى المنحدر الجنوبي للأكربوليس وهبوه للإله ديونيشس (١). ثم شيدت ملاه أخرى على غراره في المائتي عام التالية في إرتريا Eretria، وإبدورس، وأرغوس، ومنتينيا Mantinea، ودلفي، وتورومينيوم Tauromenium (تورومينا Tauromina) ، وسرقوصة، وغيرها من المدائن في مختلف أنحاء العالم اليوناني. ولكن مسرح ديونيشس هو الذي مثلت عليه المآسي والمسالي الكبرى في أول الأمر، وهو الذي ناضل أشد النضال في المعركة التي احتدمت بين الدين القديم والفلسفة الحديثة، والتي ربطت أجزاء التاريخ الفكري لعصر بركليز، وجعلته عملية كبيرة واسعة النطاق من عمليات التفكير والتغيير.
ولا حاجة بنا إلى القول بأن الملهى العظيم كان مكشوفاً للسماء. وأن مقاعده الخمسة عشر ألف كانت ترتفع على شكل نصف دائرة كالمروحة، ومشيدة من
(١) ليس هذا هو ملهى ديونيشس الذي يزوره السياح اليوم، بل إن هذا الملهى الباقي إلى اليوم قد شيده وزير المالية عام ٣٣٨ بأمر من ليقورغ، ويظن أن أجزاء منه يرجع تاريخها إلى ٤٢١، ويبدو أن أجزاء أخرى قد أضيفت إليه في القرنين الثالث والرابع بعد الميلاد.