للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

متعاطفة خلال عيني بسكال (١٢٠)، ختم حديثه بأن حكم، في نوبة نادرة من الحماسة، بأنه أحسن من عاش من الفرنسيين قاطبة (١٢١).

٤ - خالدون يوماً واحداً

بعد مونتيني اعتمد الأدب الفرنسي على مجذافيه جيلاً بأكمله. لقد أفلح تقريباً في النجاة من الحروب الدينية، فأخفى نفسه في نفسه حتى جاوزته الحروب. ولكن في غير مونتيني ابتلى الأدب في فرنسا بالحمى الحربية اللاهوتية، وبين مونتيني وكورني تخلفت فرنسا عن إنجلترا وإسبانيا في الأدب، تماماً كما تخلفت إنجلترا عن فرنسا بعد الحرب الأهلية. وعبرت سماء الأدب سلسلة من الشهب الغازية التي لم تخلف وراءها نجوماً ثابتة. وقد حاول ريشليو أن يغذو النبوغ بالرواتب، ولكنه عطله بالرقابة وأغراه بمديحه. فلما مات ألغى لويس الثالث عشر هذه الرواتب بجرة قلم، «لن يزعجنا هذا الأمر بعد اليوم»، وكان أكثر حفزاً للأدب تلك السهرات الأدبية في الأوتيل درامبوييه، وإنشاء ريشليو للأكاديمية الفرنسية.

بدأت الأكاديمية باجتماعات للأدباء المؤلفين في بيت خاص- هو بيت فالنتان كونرارا، وكان سكرتيراً للملك ٠١٦٢٧)، وعرض ريشليو، وهو اليقظ للأدب يقظته للحرب، الغيور من أكاديميات إيطاليا وأدب اسبانيا، أن يؤسس الجماعة بوصفها هيئة عامة تعترف بها الدولة وعرض بعض الأعضاء الخطة باعتبارها رشوة للسنية، ولكن الشاعر شابلان (الذي كان يتمتع بمعاش من الكردينال) ذكرهم بأن «عليهم أن يتعاملوا مع رجل يمضي فيما يريد دون تردد (١٢٢)». وانتصرت حيطة شابلان، وقررت الجماعة بالاجماع أن «تستجيب لمسرة نيافته»، وانشئت (١٦٣٥) باسم «الأكاديمية الفرنسية» وقد أعلنت قوانينها ما يأتي:

«يبدو أنه لم يبقى لاكتمال سعادة المملكة إلا أن تحذف هذه اللغة التي تتكلمها من قائمة اللغات الهمجية … حتى يتسنى لها، وهي اليوم أكمل