توأمين عمدا تحت اسم هامنت وجوديث في ٢ فبراير ١٥٨٥. ويحتمل أنه حوالي نهاية هذا العام هجر شكسبير زوجته وأولاده. وليس لدينا أية معلومات عنه فيما بين عامي ١٥٨٥ - ١٥٩٢، حين نعثر عليه ممثلاً في لندن.
[٢ - تطور الشاعر]
١٥٩٢ - ١٥٩٥
أن أول إشارة لشكسبير هنا تحط من قدره. وفي ٣ سبتمبر ١٥٩٢ أصدر روبرت جرين وهو على فراش الموت تحذيراً إلى أصدقائه، بأنه يزحزحهم عن مكنته في مسرح ندن "غراب ناشئ يزدان بريشنا نحن، وأنه في جرأة وحشية (له قلب نمر) يرتدي جلد الممثلين، (وفي هذا تهجم لاذع على بيت في مسرحية هنري السادس)، ويظن بذلك أنه قادر على أن يطنطن بالشعر المرسل كأحسن فرد فيكم أنتم. وبما أنه مستخدم يؤدي كل المهام، ففي تصوره أنه أحسن ممثل في أي بلاد (٤) ". وأعد هذه القطعة باعتبارها جزءاً من كتاب جرين "ما يساوي بضعة سنتات" من ذكاء جرين-أعدها هنري شاتل، الذي قدم في رسالة لاحقة، اعتذاراً إلى أحد الرجلين (ويحتمل أن يكونا مارلو وشكسبير) اللذين هاجمهما جرين.
إنني لم تكن لي صلة بأي من هذين الرجلين المعتديين، ولا أعبأ قط بأنني لن تكون لي صلة بأحدهما. أما الآخر، فإني آسف لأني رأيت بنفسي أن سلوكه لم يكن أقل لطفاً، كما لم يكن هو أقل امتيازاً في المهنة التي يدعيها، وفوق ذلك فان مختلف العادات تؤكد استقامة تصرفاته، التي تنم على أمانته وكياسته في الكتابة التي تؤيد فنه (٥).
ويبدو انه ليس ثمة شك في أن هجوم جرين واعتذار شاتل كانا يشيران إلى شكسبير. وما أن جاءت سنة ١٥٩٢ حتى كان سارق الصيد في ستراتفورد ممثلاً وكاتباً مسرحياً في العاصمة. ويروي دودال (١٦٩٣) ورو (١٧٠٩) أنه "استقبل في المسرح كخادم في مرتبة وضيعة جداً (٦) "، وهذا أمر محتمل. ولكن صدره كان يجيش بأشد الطموح "يتلهف على فن هذا ومقدرة ذاك، دون أن ينصرف تفكيره إلى شيء سوى الجلال والعظمة (٧) " وسرعان ما كان يمثل أدواراً صغيرة، جاعلاً من نفسه متعة وبهجة للنظر (٨)، ثم مثل دور "آدم الشفوق" في رواية