للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البركة. وأطلق اسمه على كل شيء تميز في بابه: فهناك خيل لوبي، وشمام لوبي، وسيجار لوبي (٤٦). اما الناقد الذي يجد فيه عيبا فيعيش كل يوم في خوف الموت على يد أنصار الشاعر الأوفياء.

على أنه لم يكن سعيدا برغم هذا كله. كان ينقد أجرا لا باس به عن مسرحياته، ولكنه ينفق أو يهب ماله بمجرد كسبه، وبعد أن أصاب هذا التوفيق الكثير أدركه الفقر واضطر إلى التماس المعونة من فليب الرابع-الذي أرسل له مهرا سخيا برغم إفلاسه. ولكن أحزانه كانت أفتك به من فقره. فقد دخلت ابنته مارثيلا الدير، والتحق ابنه لوبي بالبحرية وغرق، وهربت ابنته انطونيا مع كريستوبال تونوريو آخذة معها عددا كبيرا من تحف أبيها القيمة. وتبرأ منها لوبي، وهجرها كريستوبال. ووقر في نفس لوبي أن هذه المحن ليست سوى عقاب من السماء على آثامه، فحبس نفسه في حجرة وأضعف جسده بفرط الصيام حتى تلوثت الجدران بدمه. وفي ٢٣ أغسطس ١٦٣٥ نظم آخر قصائده «السجلو دي أورو» (القرن الذهبي) ومات بعد أربعة ايام وقد بلغ الثالثة والسبعين. ومشت تصف مدريد في مشهده الذي عرج على الدير ليمكن ابنته من أن تقرئه تحية الوداع من نافذة صومعتها. وهكذا مُثَّل تمجيد الناس له على هذا المسرح الشعبي الكبير.

إننا لا نستطيع أن نعتبره ضريباً لشكسبير كما فعل فولتير. ولكننا تقول فيه إنه بعبقريته العامة، وشعره الجياش، وشخصيته المحببة المشرقة خلال ألف مسرحية، أرتفع إلى ذروة العصر الذهبي الأدبية التي لم يطاوله فيها سوى سرفانتس وكالديرون.

[٥ - كالديرون]

١٦٠٠ - ١٦٨١

كان هناك كتاب آخرون تحدوا تفوق لوبي فترة وجيزة. ومن هؤلاء جوبللين دب كاسترو (١٥٩١) الذي ألف مسرحية «شباب السيد»،