وفي ١٥ يوليو جعل ناخبو الجمعيات المحلية من باييه Bailly محافظا لباريس (رئيساً لبلديتها Mayor) واختاروا لافاييت رئيسا للحرس الوطني الجديد، وبدأ العوام السعداء (السانس كولوت أي الذين لا يرتدون سراويل (بناطيل) قصيرة) في تدمير أحجار الباستيل حجراً حجراً، أما الملك الذي اعترته الصدمة وأصابه الرعب فقد ذهب إلى الجمعية الوطنية وأعلن أنه طرد الكتائب العسكرية التي سبق أن جلبها إلى فرساي وباريس.
وفي ١٦ يوليو نصحه مؤتمر من النبلاء بمغادرة البلاد تحت حماية الكتائب المغادرة وأن يجد لنفسه ملاذا في إحدى عواصم المقاطعات أو في بلاط أجنبي، وأيدت مارى أنطوانيت بحرارة هذا الاقتراح وجمعت جواهرها وما غلا ثمنه وسهل حمله استعداداً للرحلة أما لويس فقد استدعى نيكر في ١٧ يوليو، وابتهج لذلك رجال المال والعامة،
وفي ١٨ من الشهر نفسه اتجه إلى باريس وزار دار البلدية ووقع بقبوله المجلس البلدي الجديد وثبت على قبعته الشريط ذا الألوان: الأحمر والأبيض والأزرق، وهي التي ترمز للثورة، وعاد إلى فرساي وعانق زوجته وأخته وأطفاله وقال لهم:"يسعدني ألا يسفك مزيد من الدماء، وإنني أقسم ألا تسفك قطرة دماء فرنسية بأمري" أما أخوه الأصغر كونت درتوا d'Artois فقد أخذ معه زوجته ورئيسة الخدم وقاد أول مجموعة من اللاجئين السياسيين emigres خارج فرنسا.
٣ - دخول مارا Marat عام ١٧٨٩ م
لم يكن الاستيلاء على الباستيل مجرد عمل رمزي ومجرد سهم ضد الحكم الاستبدادي، وإنما كان عملاً أنقذ الجمعية الوطنية من الخضوع لجيش الملك في فرساي كما أنقذ حكومة باريس الجديدة من أن تحكم الكتائب العسكرية التي تطوق باريس سيطرتها عليها. لقد حافظت هذه العملية - بشكل غير مقصود تماما - على الثورة البورجوازية، لكنها أتاحت لأهل باريس السلاح والذخيرة، وسمحت بذلك لتطورات أبعد مدى للقوى البرولتيارية.
لقد أدى سقوط الباستيل إلى إعطاء دفعة جديدة، للصحف التي زاد ولع الباريسيين بها