للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جبارة انتشرت في طول البلاد وعرضها. وكانت أولى ما صدر من الموسوعات ذات الشأن هي الموسوعة التي أصدرها ووشو (٩٤٧ - ١٠٠٢)؛ وقد حالت الصعاب الناشئة من عدم وجود حروف هجائية سهلة دون إصدارها مرتبة ترتيباً هجائيا، فاضطر إلى تقسيمها حسب الموضوعات. وكان أهم ما احتوته من المعلومات ما يتصل منها بالعالم المادي.

وفي عام ٩٧٧ أمر الإمبراطور تاي دزونج أحد أباطرة أسرة سونج أن تجمع موسوعة أخرى أوسع من الأولى، بلغت مجلداتها اثنين وثمانين مجلداً، معظمها مختارات من ١٦٩٠ كتاباً كانت موجودة قبل ذلك الوقت. ثم وضعت موسوعة أخرى فيما بعد في عهد الإمبراطور يونج لو من أباطرة أسرة منج (١٤٠٣ - ١٤٢٥)، وبلغت مجلداتها عشرة آلاف، ولكن كثرة النفقات حالت دون طبعها. وحدث في فتنة الملاكمين التي قامت في عام ١٩٠٠ أن احترقت النسخة الوحيدة التي أورثتها ذلك العهد الأجيال التالية فلم يبق منها إلا مائة وستون مجلداً (١٧). إن التاريخ لم يشهد قبل تلك الأيام عهداً سيطر فيه العلماء على الحضارة كما سيطروا عليها في ذلك العهد.

[٣ - بعث الفلسفة]

جو- شي - وانج يانج - منج - ما وراء الخير والشر

لم يكن هؤلاء العلماء كلهم من أتباع كنفوشيوس، ذلك أن مدراس فكرية منافسة لمدرسته قد نشأت في خلال الخمسة عشر قرناً الخالية، وحدثت في الحياة العقلية لهذا الشعب الخصيب حركات قوية أثارت لديه أعنف الجدل حول هذه الآراء والآراء المناهضة لها. ولم تقف المبادئ البوذية التي تسربت إلى نفوس الصينيين عند عامة الشعب وطبقاته الوسطى، بل وصلت إلى الفلاسفة أنفسهم، فآثر معظمهم الآن طريقة العزلة والتأمل، وبلغ من بعضهم أن احتقروا