آنا ليوبولدوفنا وصية، ومونيش "الوزير الأول". وخشي السفيران الفرنسي والسويدي أن يسيطر التيوتون على روسيا سيطرة كاملة، فمولا ثورة يقومبها الأشراف الروس. واختار الثوار سراً مرشحاً للعرش في اليزافيتا بتروفنا ابنة بطرس الأكبر وكاترين الأولى.
وكانت اليزابث، كما سندعوها هنا. في الثانية والثلاثين من عمرها، ولكنها في أوج حسنها وشجاعتها ونشاطها، تحب الألعاب الرياضية والتدريب العنيف، ولكنها أيضاً ولوعة بمتع الغرام، وقد رفهت عن سلسلة من العشاق، ولم تظفر بقدر يذكر من التعليم، وكانت تكتب الروسية بصعوبة وتتكلم الفرنسية بطلاقة. ويبدو أن فكرة تشريفها العرش لم تخطر لها ببال إلى أن نحتها آنا ليوبولدوفنا وأوسترمان جانباً مؤثرين عليها الأجانب. فلما أمرت الوصية فرق سانت بطرسبرج بالرحيل إلى فنلندة، وتذمر الجند لأنهم سيواجهون حرب شقاء، اغتنمت اليزابث الفرصة، فلبست الزي العسكري، وقصدت ثكنات الجند في الساعة الثانية من صباح ٦ ديسمبر ١٧٤١، وناشدتهم أن يناصروها، ثم ركبت مركبة الجليد إلى القصر الشتوي على رأس فوج من الجيش وأيقظت الوصية، وزجت بها هي والقيصر والطفل في السجن. فلما استيقظت المدينة وجدت أن لها حاكماً جديداً، إمبراطورة روسية خالصة، وابنة لبطرس العظيم. واغتبطت روسيا وفرنسا بهذا الحدث.
[٤ - إليزابث بتروفنا]
١٧٤١ - ١٧٦٢
من العسير فهم هذه المرأة خلال ضباب الزمن والأهواء. وحين لقيتها كاترين الثانية في ١٧٤٤ "راعها منها جمالها وجلال سلوكها .. ومع أنها كانت بدينة جداً، فإن بدانتها لم تنل قط من حسنها أو تجعل حركتها ثقيلة مضطربة … رغم ارتدائها طوقاً هائلاً لتنورتها حين تكتمل زينتها (٢٦) ". وكانت تبطن الشكوكية إلى شفا الإلحاد (٢٧)، وتظهر الغيرة