وتجاهل فن العمارة الروكوكو تقريباً. وتتغير الطرز ببطء في البناء أكثر منها في الزخرفة لأن مقتضيات الرسوخ والثبات أقل مرونة من تقلبات الذوق. وكانت الأكاديمية الملكية لفن العمارة التي نظمها كولبير في ١٦٨١ يتولى توجيهها الآن ورثة تقاليد لويس الرابع عشر. وواصل روبرت دي كوت عمل جول هردوين مانسار الذي كان قد أكمل قصر فرساي. وكان جرمين بوفران تلميذاً لمانسار، وكان جاك جول جبراييل وابنه جاك آنج خلفين غير مباشرين لمناسار، ومن ثم حصر تيار هذه التقاليد مجراه في قوة وصلابة، واحتفظ هؤلاء الرجال بطراز الباروك، بل بالطراز نصف الكلاسيكي، بالمظاهر الخارجية التي سادت في القرن العظيم، مثل الأعمدة وتيجانها والعتبات، ولكنهم سمحوا بمسحة من الروكوكو فيما شادو من مبان.
وخفف ضعف الإيمان من حدة التحمس لبناء كنائس جديدة، ولكن جددت على أية حال واجهتا كنيستين قديمتين. ذلك أنه في ١٧٣٦ أقام روبرت دي كوت لكنيسة سانت روش أعمدة وقوصرة (مثلث أعلى الواجهة) كلاسيكية. وفيما بين ١٧٤٣ - ١٧٤٥ زود جان نيقولا سرفاندوني كنيسة سانت سولبيس برواق ضخم ذي طابقين في مدخلها، قائم على أعمدة دورية وأيويية من طراز بللاديو الروماني الكئيب، ولكن العمارة المدنية هي التي عبرت عن روح العصر وتحولت فيما بعد عدة قصور بنيت في تلك الفترة إلى وزارات وطنية أو دور للسفارات الأجنبية. من ذلك قصر ماتنيون ١٧٢١ الذي أصبح سفارة النمسا، ثم داراً لرئيس الوزراء، وقصر البوربون (١٧٢٢ - ١٧٥٠) الذي أدمج جزء منه في مجلس النواب، وقصر سوبيز (الذي عدل بناؤه ١٧٤٢) والذي أصبح داراً للمحفوظات الوطنية.
وفي عهد المركيز دي ماريني، مدير المباني، ازدهرت أحوال عدد