للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذه الرواية رواية باليسو في شعبيتها وإقبال الجمهور على مشاهدتها، ومثلت ست عشرة مرة في خمسة أسابيع. وخرج فريرون من العاصفة سالماً بحضوره العرض الأول مع زوجته الجميلة، وواضح أنه كان أول المصفقين. وتبين فولتير مزاج غريمه. فإذا سأل زائر عمن يؤخذ رأيه في قيمة الكتب الجديدة أو مزاياها، أجاب فولتير بقوله "ارجعوا إلى هذا الوغد فريرون … إنه الرجل الوحيد الذي له ذوق. إني مضطر إلى الاعتراف بهذا على الرغم من أنني لا أحبه" (٤٥).

[٣ - سقوط اليسوعيين]

كشف الانهيار السريع "لجمعية يسوع" عن روح العصر ومزاجه، ولو أن هذا السقوط نتيجة لتصرف برلمان باريس أكثر منه نتيجة لعمل الفلاسفة. أن مؤسسها أطلق عليها اسم "عصبة (شركة) يسوع" وأقرها البابا بول الثالث ١٥٤٠ تحت اسم مجتمع يسوع-أي هيئة دينية تتبع قاعدة محددة، تعيش على الصدقات. وقد أصبح هؤلاء "اليسوعيين" كما سماهم النقاد-على مدى قرن من الزمان أقوى جماعة من رجال الدين في كنيسة الكاثوليكية، وما وافى عام ١٥٧٥ حتى كانوا قد أسسوا في فرنسا وحدها اثنتي عشر كلية، وسرعان ما سيطروا على تعليم الشباب في فرنسا. ولمدة مائتي عام اختار ملوك فرنسا كهنة اعترافهم من بينهم، وحذا سائر الحكام الكاثوليك حذوهم. وبهذه الوسيلة وغيرها من الوسائل بات لهؤلاء اليسوعيين أو "جماعة يسوع" أبلغ الأثر في تاريخ أوربا بأسرها.

ومنذ بداية عهد اليسوعيين في باريس تقريباً كان البرلمان والسوربون يقاومانهم. وفي ١٥٩٤ اتهمهم برلمان باريس بأنهم كانوا وراء محاولة جان شاتيل الاعتداء على حياة هنري الرابع. وفي ١٦١٠ اتهمهم البرلمان بتحريض رافياك على قتل الملك، وأيد البرلمان هذه الاتهامات بالإشارة إلى بحث اليسوعي الأسباني ماريانا الذي دافع فيه عن مشروعية قتل الملوك في