للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الفصل الرابع

[الآداب]

لم تكن الأسرة والدين والقانون الأخلاقي وحدها هي التي تكون أخلاق الروماني، بل إن المدرسة والآداب كان لها هي الأخرى شأن في تكوين خلقه وإن يكن أقل من شأن العوامل الثلاثة الأولى. ويقول افلوطرخس إن أول مدرسة رومانية أنشئت في عام ٢٥٠ ق. م (٣٨)، ولكن ليفي في وصف فرجنيا Viirgtnia محبوبة أحد الحكام العشرة، ولعل لخياله الخصب شأن في هذا الوصف، إنها "كانت تذهب إلى مدرسة في السوق العامة" في تاريخ مبكر جداً وهو عام ٤٥٠ ق. م. وإن مطالبة الشعب بتدوين القوانين، ونشر الألواح الأثني عشر، ليوحي بأن كثرة المواطنين في رومه كانت في تلك الأيام تعرف القراءة والكتابة.

وكان المدرس في العادة من العبيد أم من العبيد المحورين تستخدمه عدة أسر لتعليم أبنائها، أو ينشئ هو لنفسه مدرسة خاصة يقبل فيها من يتقدم إليه. ويعلم فيها القراءة والكتابة والنحو والحساب والتاريخ والطاعة. وكانت التربية الخلقية مادة أساسية فيها تعلم على الدوام، وكان يعنى بالنظام والتأديب أعظم عناية. وكان في حفظ الألواح الاثنى عشر عن ظهر قلب تدريب للذاكرة وتقويم للأخلاق جميعاً. ومن أقوال هين Heine في وصف الصعوبة التي يلقاها من يريد تعلم اللغة اللاتينية إنه "لو اضطر الرومان لتعلم اللغة اللاتينية لما وجدوا لديهم من الوقت ما يسمح لهم بفتح العالم (٤٠) ". ولكن الرومان أيضاً قد اضطروا إلى دراسة تصريف الأفعال اللاتينية الشاذة، ولم يلبثوا أن اضطروا إلى دراسة اللغة اليونانية.