فتح فرنتينس Frontinus وأجركولا Agrtcola بلاد ويلز وضماها إلى روما في عام ٧٨ م. ولما انسحب الرومان من بريطانيا استردت ويلز حريتها، وخضعت على كره منه لحكم ملوكها. واحتل غربي ويلز مستعمرون أيرلنديون في القرن الخامس، ثم جاء إليها فيما بعد آلاف من البريطانيين فارين من الأنجليسكسون الذين فتحول جزيرتهم. ووقف زحف الأنجليسكسون أمام الحواجز القائمة عند حدود ويلز وأطلقوا على الشعب الذي لم يخضعوه اسم ويلهاس Wealhas-" الأجانب". ووجد الأيرلنديون والبريطانيون في ويلز سلالة كلتية من جنسهم، وسرعان ما امتزجت الطوائف الثلاثة وأضحت سمرو Cymru " أبناء وطن واحد". وصار هذا واسمهم كما صار لفظ سمرو Cymru اسم بلادهم وكان هؤلاء الأقوام يقيمون نظامهم الاجتماعي كله على أساس الأسرة والعشيرة شأنهم في هذا شأن معظم الشعوب الكلتية-البريطانيين، والكورنيين Cornish - سكان كورنوول الحالية)، والأيرلنديين، والجيليين Gaeis سكان شمالي إسكتلندة، وقد بلغ من حرصهم على هذا النظام أن يصبحوا يأنفون وجود دولة تضمهم ويرتابون أشد الارتياب في كل شخص أو شعب يجري في عروقه الدم الأجنبي. ولم يكن سخاؤهم وإكرامهم للضيف أقل قوة من نزعتهم القبلية، كما لم تكن شجاعتهم تقل عن عدم خضوعهم للنظام، ولا حياتهم الشاقة وجو بلادهم القارس يقلان عن حبهم للموسيقى والغناء والوفاء للأصدقاء، ولا فقرهم عن عاطفتهم القوية وخيالهم الواسع اللذين جعلا من كل فتاة أميرة ومن نصف الرجال ملوكاً.
ولم يكن يعلو على منزلة الشعراء المنشدين إلا الملوك أنفسهم. ولم يكن هؤلاء