للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفصل الثالِث

[نظرات خاطفة في الفن الإسلامي]

١٠٥٨ - ١٢٥٠

في هذا العصر عصر سيادة البربر على الأندلس الإسلامية أقام المسلمون قصر الحمراء في غرناطة والقصر والخرلدة في وإشبيلية. وكثيراً ما يسمى الطراز المعماري الجديد بالطراز المراكشي Morisco ظناً انه جاء من مراكش ولكن الحقيقة أن عناصره الأولى جاءت من بلاد الشام والفرس، وهي أيضاً من مميزات التاج محال في الهند، ألا ما أوسع ميادين الفن الإسلامي وما أكثر غناه! وقد كان الفن في ذلك الوقت فناً رقيقاً، ولم يعد يهدف إلى القوة والفخامة اللتين نشاهدهما في مساجد دمشق، وقرطبة، والقاهرة، بل يهدف إلى الرقة والمال، ويبدو فيه أن كل مهارة فنية قد وجهت إلى الزينة، وأن المثال قد طغى على مهندس المعمار.

وكان الموحدون من اكثر الحكام نشاطاً في العمارة، وقد شادوا أولاً بقصد الدفاع عن أملاكهم، فكانوا يحيطون مدنهم الكبرى بأسوار ضخمة قوية وأبراج مثل برج الذهب Torre del Oro الذي كان يحرس الوادي الكبير عند إشبيلية. وكان "القصر" Alcazar المقام هناك حصناً وقصراً معاً وكان يطل على العالم بواجهة خالية من الجمال. وكان الذي وضع تصميمه لأبي يعقوب يوسف (١١٨١) هو الجالوني المهندس القرطبي، وأصبح هذا القصر بعد عام ١٢٤٨ المسكن المحبب لملوك أسبانيا المسيحيين، وأدخل عليه بدور الأول (١٣٥٣)، وشارل الخامس (١٢٦) … وإزابيلا (١٨٣٣) تعديلاً في بنائه، أو رمموه، أو أعادوا ما تهدم منه، أو أضافوا إليه أبنية جديدة حتى أصبح معظمه