في ٩ أكتوبر ١٥٤٧، وجريا على العادة الأسبانية بتسمية كل طفل باسم القديس الذي يحتفل بذكراه في يوم ميلاده، عمد خالق دون كخوتة وسانشو بانزا باسم «ميجل دي سرفانتس» في «القلعة». وقد اضاف-وربما اضاف أبوه أيضا- اسم سافيدرا، من الأسرة القشتالية التي تزاوج فيها أسلافه الغاليسيون في القرن الخامس عشر. وكان الأب طبيبا غير مرخص، ثقيل السمع قليل المال، ينتقل من بلد إلى بلد ليجبر العظام ويطبب الاصابات الخفيفة، ويبدو أن الصغير ميجل صحبه إلى بلد الوليد، ومدريد، واشبيلية. أما تعليم الصبي فلا نعرف عنه شيئا، فيلوح انه لم يحظ بتعليم عال برغم مولده في مدينة جامعية، ومن ثم لم تطهره الدراسات الكلاسيكية ولا زحمته، واضطر إلى التقاط معرفته بالحياة من العيش فيها.
وأول ما نملك من الحقائق عنه بعد سجل عماده أن معلما من مدريد نشر عام ١٥٦٩ مجلدا احتوى ست قصائد بقلم «تلميذنا العزيز المحبوب» سرفانتس. وفي سبتمبر من تلك السنة قبض على المدعو ميجل دي سربانتس بتهمة الاشتراك في مبارزة، ونفي من أسبانيا عشر سنوات يعاقب دونها بقطع يده اليمنى. وفي ديسمبر نجد فنانا ميجل يخدم في بيت كبير من رجال الكنيسة في روما. وفي ١٦ سبتمبر ١٥٧١ نرى ميجل هذا، ربما مدفوعا (مثل كامؤنش) بتفضيل الخدمة العسكرية فرارا من السجن، مبحرا من مسينا على السفينة «ماركيزا» في أسطول دون جوان النمساوي. وحين التحم الأسطول بالترك في ليبانتو كان سرفانتس مريضا بالحمى في عنبر سفينته، ولكنه وضع على رأس اثني عشر رجلا في زورق إلى جوار السفينة لأنه أصر على لعب دوره، وأصيب بثلاثة جروح من طلقات نارية، جرحين في صدره والثالث أعجز يسراه عجزا مستديما- «لنصرة الحق» على حد قوله. وأعيد إلى المستشفى بمسينا ودفعت له الحكومة