في عام ٥٩٤ أمرت الإمبراطورة "سويكو" أن تقام المعابد البوذية في طول البلاد وعرضها، إما اعتقاداً منها بما في الدعوة البوذية من حق، أو التماساً لما عسى أن يترتب عليها من نفع؛ وعهد بتنفيذ هذا الأمر إلى الأمير "شوتوكو"، فاستدعى من كوريا كهنة ومعماريين وناحتي الخشب وصانعي البرونز وصانعي النماذج من الطين وبنائين ومُذَهّبين وصانعي القرميد ونساجين وغير هؤلاء من مهرة الصناع (٥٨)، وقد كان في استدعاء هذه الحملة الثقافية بداية تقريبية للفن في اليابان؛ ذلك لأن "شنتو" لم يكن يرضى عن زخرفة البناء، ولم يكن يسمح بتشويه صور الآلهة في تماثيل منحوتة؛ أما مذ جاءت تلك البعثة الثقافية، فقد امتلأت أرجاء البلاد بالأضرحة والتماثيل البوذية؛ وكانت المعابد في جوهرها شبيهة بمعابد الصين. غير أنها كانت أغنى من معابد الصين زخرفاً وأرق نحتاً؛ وترى في معابد اليابان ما تراه في معابد الصين، من بوابات فخمة على طول المرتقى أو المدخل الذي يؤدي إلى الحرم المقدس؛ وتزدان الجدران الخشبية بناصع الألوان، وترتكز السقوف القرميدية - التي تسطع في ضوء الشمس - على عمد ضخمة، ويفصل الضريح الأوسط من الأشجار المحيطة به أبنية صغرى كسلسلة من الأبراج مثلاً أو معبد من الطراز المعروف باسم "باجودا"، وأعظم ما أبدعه أولئك الفنانون الأجانب هو مجموعة المعابد التي في "هوريوجي"، والتي أشرف على بنائها الأمير "شوتوكو"، وهي قائمة على مقربة من "نارا"، وتم بناؤها عام ٦١٦؛