إن أول الأسماء العظيمة في علوم ذلك الوقت اسم ليوناردو فيبوناتشي ألبيزي Leonardo Fibonacci of Pisa.
لقد انتقلت علوم الرياضة السومرية، التي لا نعرف نشأتها، إلى بابل عن طريق بلاد اليونان؛ وانتقل هلم الهندسة المصرية، الذي لا يزال ماثلاً أمام أعيننا في الأهرام، إلى أيونيا وبلاد اليونان، ولعل انتقاله كان عن طريق كريت ورودس؛ وانتقلت علوم الرياضة اليونانية إلى أيونيا في أثر الإسكندر، وكان لها شأن أيما شأن في ذلك التطور الذي بلغ ذروته في براهماجبتا Brahmagubta (٥٨٨؟ -٦٠؟) ؛ وترجمت مؤلفات الهنود الرياضية إلى اللغة العربية حوالي عام ٧٧٥؛ وبعد قليل من ذلك الوقت ترجمت مؤلفات اليونان في هذا العلم إلى تلك اللغة نفسها؛ ودخلت الأرقام الهندية إلى بلاد المسلمين الشرقية حوالي عام ٨٣٠؛ ثم نقلها جربرت Gerbert إلى فرنسا حوالي عام ١٠٠٠، ودخلت علوم الرياضة اليونانية، والعربية، والعبرية في القرنين الحادي عشر والثاني عشر بلاد أوربا الغربية عن طيق أسبانيا وصقلية، وحملها التجار الإيطاليون إلى البندقية وجنوى، وأملفي، وبيزا؛ وشأن النقل في الحضارة كشأن التناسل في الحياة.
وظهر طريق آخر من طرق نقل العلوم في القرن السادس قبل الميلاد وذلك في صورة "المِعَد"؛ وهو أداة للعد بنقل عصى صغيرة من الخيزران من مجموعة إلى أخرى؛ ولا تزال أداة منقولة عن هذه تستعمل في بلاد الصين إلى يومنا هذا؛ ويقول هيرودوت إن المصريين في القرن الخامس