"خدعة الشيطان"(بازل ١٥٦٤) في هذه المحاولة الخطيرة، محاولة التخفيف من الخرافة البالغة القسوة. ووصف سكوت الساحرات بأنهن نسوة عجائز بائسات لا يستطعن الإضرار بأحد، وأنهن، حتى لو تصرف الشيطان عن طريقهن، أولى بالرثاء والإشفاق، أكثر منهن بالإحراق، وقال إن في نسبة المعجزات إلى هاتيك العجائز الشمطاوات، امتهاناً لمعجزات السيد المسيح. وفضح سكوت ألوان التعذيب التي جعلت السحرة غير ذات قيمة، وإجراءات المحاكمة المجافية للعدالة، والمشوبة بالمخالفات والتراخي. والشكوك التي يزدردها القضاة والمحققون. ولكن لم يكن ثمة أثر للكتاب.
وفي هذا الجو حاول العلم أن يشب على قدميه.
[٢ - العلوم]
ومع ذلك، فإن تقدم التجارة والصناعة كان يفرض تقدم العلوم. وكان من العسير أن ننسق النزعات الأفلاطونية والفنية في عصر النهضة مع الاقتصاد المتوسع. واشتدت الحاجة إلى نهج عقلي يمكن أن يعالج الأرقام والحقائق. قدر ما يعالج النظريات والأفكار. ونشطت تجريبية أرسطو بعد تجريدها من أقنعة الفلسفة الهللينية المتأخرة في الإسكندرية ومن أقنعة فلسفة العصور الوسطى. وقد أفسح توكيد الفلسفة الإنسانية الإيطالية على أمجاد الآداب القديمة وعظمتها، نقول أفسح الطريق لتركيز أقل دقة على الحاجيات العملية الراهنة، وكان لزاماً على الناس أن تعد وتحصي، وأن تقيس وتصمم أو تخطط، في دقة وسرعة تحكمها المنافسة. واحتاج الناس إلى أجهزة للرصد والتسجيل، ونشأت المطالب التي تحققت باختراع اللوغاريتمات والهندسة التحليلية وحساب المثلثات والآلات، والمجهر (الميكروسكوب)، وطرق الإحصاء، والموجهات الملاحية، والأجهزة الفلكية، وتوافرت الحياة في أوربا الغربية منذ الآن فصاعداً، وعلى مواجهة تلك الحاجيات.
واقترح جون نابير في إسكتلندة ١٦١٤، وجوست بورجي في سويسرا ١٦٢٠، كل على حدة، اقتراحاً طريقة اللوغاريتمات (أي منطق الأرقام) يمكن بواسطتها إجراء