وترجع بعض أصول المسرحيات الإيطالية إلى هذه المقنعات والاحتفالات الساخرة. ذلك أن منظراً من التاريخ الديني في العادة كثيراً ما كان يمثل على إحدى عربات الموكب أو على مسارح مؤقتة في بعض نقط من طريق الموكب. أما المصدر الأول للمسرحيات الإيطالية فهو ما كانوا يطلقون عليه لفظ "الديفورتيوتي" وهو إحدى حوادث القصص الديني المسيحي يمثلها أعضاء إحدى نقابات الحرف، أو ممثلون محترفون في بعض الأحيان، ينتمون إلى هيئة تتخذ عرض هذه المناظر عملا لها. وقد وصلت إلينا نصوص بعض هذه التمثيليات من تلك الأيام، وهي تدل على عظمة مسرحية مدهشة. فواحدة منها تروي قصة العذراء تعثر على المسيح في بيت المقدس، ثم تفقده مرة أخرى، وتبحث عنه وهي ذاهبة العقل وتصيح:"أي بني العزيز المحبوب! أي بني، أين ذهبت، أي بني اللطيف، من أي باب خرجت؟ أي بني القدسي، لقد كنت حزيناً كاسف البال حين غادرتني! خبروني بالله أين، أين ذهب ولدي؟ "(٩٨).
وفي القرن الخامس عشر نشأ في إيطاليا عامة، وفي فلورنس خاصة نوع من المسرحيات أرقى من هذه يعرف بالتمثيليات المقدسة Sacra Rapprescntazione يمثل في مصلى إحدى نقابات الحرف، أو في مطعم أحد الأديرة، أو في أحد الميادين العامة. وكثيراً ما كانت المناظر المعدة لتلك التمثيليات معقدة تنم عن كثير من الذكاء