للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفصل الثاني

[خرافات الأبطال]

توحي إلينا خرافات عصر الأبطال بأصل الآخيين وبما آل إليه أمرهم. وليس من حقنا أن نغفل هذه القصص، فهي وإن سادها خيال القتل وإراقة الدماء قد يكون فيها من الحقائق التاريخية أكثر مما نظن، وهي ممتزجة بالشعر والمسرح والفن اليوناني امتزاجاً يجعل فهمها مستحيلاً بغير هذه القصص (١).

وتذكر النقوش الحثية اسم ملك يدعى أتارسياس Atarissyas تقول إنه ملك الأهيجافا في القرن الثالث عشر قبل الميلاد؛ وأكبر الظن أنه هو أتريوس ملك الآخيين (٦). وتقول الأساطير اليونانية إن زيوس أعقب تنتالوس Tantalus ملك فريجيا (٢)، وإن هذا أعقب بلبس Pelops، وأعقب بلبس أجممنون. ولما ُنفي بلبس من وطنه جاء إلى إليس في غرب


(١) برسيوس … هرقليس … مينوس، نسيوس، جيسن … إن من المألوف في هذه الأيام أن نعد هؤلاء وغيرهم من أبطال ذلك العصر … من خلق الأساطير وحدها. أما اليونان المتأخرون فقد كانوا في نقدهم لتواريخ أيامهم الماضية لا يشكون في أن هؤلاء أشخاص حقيقيون حكموا بالفعل في أرجوس وغيرها من الممالك؛ وقد أخذ كثيرون من النقاد المحدثين، بعد أن ظلوا يشكون في آراء النقاد اليونان زمناً طويلاً، أخذ كثيرون من هؤلاء النقاد يعودون إلى رأي اليونان ويرون أنه هو الرأي الذي يفسر ما لدينا من الشواهد تفسيراً مقبولاً … إن أبطال القصص "أبطال حقيقيون، شأنهم في هذا شأن المواضع الجغرافية التي كانوا يتحركون فيها". تاريخ كيمبردج القديم، المجلد الثاني، ص ٤٧٨. وسنفترض في هذا الكتاب أن الخرافات الكبيرة حقيقية في جوهرها وهمية في تفاصيلها.
(٢) وأغضب تنتالوس الآلهة بأن أفشى أسرارها، وسرق شرابها وطعامها، وقدم لها بدلاً منهما ابنه بلبس بعد أن قطعه إرباً وغلاه. وأعاد زيوس جسم بلبس كما كان وجازى تنتالوس في الجحيم بأن سلط عليه ظمأ شديداً، فوضعه وسط بحيرة ينحسر ماؤها كلما هم بشربه، وعلق فوق رأسه أغصاناً مثقلة بالفاكهة، تبتعد عنه كلما حاول الوصول إليها، كما علق فوقه صخرة تهدده في كل وقت بأن تسقط عليه وتهشمه.