للشاعرين. فقد كانا يذهبان راكبين كل يوم تقريبا إلى نادي الرماية ليجربا براعتهما في إصابة الهدف. وكاد شيلي يضارع بايرون في هذا المجال. لقد كتب إلى بيكوك Peacock:
" إن صحتي تحسنت، ومشاغلي قلت، ورغم أن شيئا لن يعالج مشكلة تضاؤل أموالي فإن جيوبي تبدو كجيوب الأثرياء دائما خاوية، لكن أموالهم لا تنفد تماما".
وفي يناير توفيت زوجة والد بايرون فتركته (رغم انفصاله عن زوجه) وقد أضافت إلى دخله السنوي ثلاثة آلاف جنيه، فأمر - سعيدا - ببناء يخت مناسب في ليهجورن وعين جون تريلاوني John Trelawny قائداً له وأطلق على يخته هذا اسم بوليفار Bolivar احتفاء بثائر أمريكا الجنوبية ودعا شيلي وصديقيه الجديدين إدوارد وليمز Edward Williams وتوماس مِدْوِن Thomas Medwin للانضمام إليه مع آل جامبا في رحلة باليخت في الصيف القادم. وشارك شيلي ووليمز بقارب أصغر طوله ٨٤ قدما وأقصى عرض له ثماني أقدام وكانت تكلفته ثمانين جنيها وأطلق عليه تريلاوني اسم (دون جوان Don Juan) إلا أن مارى غيرت اسمه إلى (إريل) Ariel .
وفي انتظار حلول الصيف للقيام بالرحلة، أقام بايرون في هذه الأثناء بفيلا دوبوي Dupuy بالقرب من ليهجورن (جنوة) واستأجر شيلي ووليمز لأسرتيهما الكازا ماجني Casa Magni بالقرب من ليريسي Lerice على ساحل خليج سبتسيا (سبيزيا Spezia) إلى شمال ليهجورن بأربعين ميلاً. وفي ٢٦ أبريل ١٨٢٢ انتقل شيلي ووليمز إلى المقر الجديد (الكازا ماجني Casa Magni) وراحا ينتظران تسلم القارب (الجديد).
١٥ - تضحية: شيلي ١٨٢٢ م
شيء من نزوات الشعراء هو الذي أملى اختيار هذا المكان الموحش لقضاء إجازة فيه. لقد كان الكازا ماجني Casa Magni واسعا جدا بالنسبة إلى أسرتين كما أنه لم يكن مؤثثا، وكان قديما يقترب من الانهيار. وكانت الغابة تحيطه من ثلاث جهات، أما واجهته فكانت تطل على البحر الذي كان يقذف بأمواجه أحيانا إلى أبوابه. وقد راحت ماري شيلي تتذكر فيما بعد قائلة:
"لقد احتفت بنا الرياح الهوجاء والعواصف عند وصولنا، وكان أهل المنطقة أكثر وحشة من المكان. وبمجرد أن ارتطمت سفينتنا بجزيرة البحار السبعة حتى كدنا نشعر