للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفصل الثالث

[على طول طريق إيمليا]

تقع في شرق بولونيا سلسلة من البلدان الصغيرة كان لها نصيب مناسب لحجمها في لألاء مجد النهضة. فكان في إمولا Imola الصغيرة إنوتشندسو دا إمولا Innocenzo da Imola الذي درس مع فرانتشيا وخلف صورة للأسرة المقدسة لا تكاد تقل جمالاً عن صور رفائيل. وخلعت فائنزا Faenza اسمها على إحدى الصناعات التي اشتهرت بها وهي صناعة القاشاني faience؛ ففيها - وفي جبيو، وبيزارو، وكاستل دورانتي، وأربينو - واصل الفخرانيون الإيطاليون في القرنين الخامس عشر والسادس عشر تغطية الأدوات الطينية بطبقة معتمة من الميناء، ونقشوا عليها بالأكاسيد المعدنية رسوماً متى أحرقت في النار أصبحت ذات ألوان زاهية بنفسجية، وخضراء، وزرقاء، متعددة الضلال، وقد بلغ هذا الفن علي أيديهم حد الكمال. واشتهرت فورلي (واسمها القديم فورم ليفاي Forum Livi) بمصورين وببطلة في هذا الفن لا تقل عن الرجال. ولن نحسب لهذه البلدة ميلتزو دا فورلي Melozzo da Forli بل نتركه لروما التي كانت موضع أعماله المحببة له. أما تلميذه ماركو بالمتسانو Marco Palmezzano فقد صور الموضوعات المسيحية القديمة لنحو مائة من الكنائس والمناصرين، وخلف لنا صورة فاتنة خداعة لكاترينا اسفوردسا Caterina Sforza.

وقد ولدت كاترينا لجالياتسو ماريا اسفوردسا Galeazzomaria Sfordza دوق ميلان دون أن يتزوج أمها، وتزوجت هي جيرولامو رياريو القاسي الوحشي طاغية فورلي، الذي ثار عليه رعاياه في عام ١٤٨٨ وقتلوه، وقبضوا على كاترينا وأبنائها؛ ولكن بعض الجنود الموالين لها استولوا على