وواصل لورندسو في حماسة بالغة تقاليد آل ميديتشي القديمة القاضية بمناصرة الفن، يشهد بذلك ما كتبه معاصريه فالوري يقول: «لقد بلغ من شدة إعجابه بآثار العهود القديمة لأنه لم يكن شيء أحب إليه من هذه الآثار وإن كان من يريدون التقرب إليه وإدخال السرور عليه يجمعون من كل أنحاء العالم مدليات، ونقوداً، … وتماثيل كاملة ونصفية، وكل ما طبع بطابع اليونان أو روما القديمة (٢٤). وأضاف لورندسو ما جمعه من مخلفات العمارة والنحت إلى ما خلفه كوزيمو وبيرو، ووضعها كلها في حديقة قائمة بين قصر آل ميديتشي ودير سان ماركو، وأجاز لكبار الزوار والعلماء الموثوق بهم أن يدخلوها، وعين راتباً لمن كان يظهر الجد أو تلوح عليه سمات النجابة من الطلاب- وكان من بينهم الشاب ميكل أنجيلو-ليعيشوا منه، كما كان يمنح الجوائز لمن يظهر منهم كفاية ممتازة. وفي ذلك يقول فاساري: «ومن أهم ما يستلفت النظر أن جميع من كانوا يدرسون في حديقة آل مديتشي، وكانوا من المقربين للورندسو، قد أصبحوا من رجال الفن الممتازين، ويرجع الفضل كل الفضل في هذا إلى عظيم الحكمة هذا الرجل العظيم المناصر للفنون … الذي لم يكن صادق الحكم على العباقرة فحسب، بل أوتي فوق ذلك من الإرادة والقوة ما استطاع به أن يكافئهم على نبوغهم (٢٥).
وكانت أهم الحوادث ذات الشأن العظيم في تاريخ الفن في عهد لورندسو هي نشر رسالة فتروفيوس Vitruvius (١٤٨٦) المسماة في العمارة De Architectura ( التي كتبت في القرن الأول قبل الميلاد) والتي كان