وقبض عليه جنود كرومول هناك، ولكنهم أبقوا على حياته مقابل ١٠٤٥ جنيهاً (٥٨). وفي أثناء تغيبه عن لندن وضع تصميم ريفي في ولتشير من أجل ارل بمبروك، كانت واجهته من طراز عصر النهضة البسي، أما الداخل فكان آية في الفخامة والأناقة، فان القاعة "المزدوجة التكعيب"-٦٠×٣٠×٣٠ قدماً، قيل بأنها أجمل قاعة في إنجلترا (٥٩). ومذ استنفدت الجيوش الملكية ثروات الأرستقراطية، فقد جونز الرعاية والحب والألفة، وانزوى وأفل نجمه، ومات فقيراً ١٦٥١. لقد غلب النعاس على الفن، على حين أعادت الحرب تشكيل الحكومة الجديدة في إنجلترا.
[٨ - الرجل في عهد إليزابث]
كيف نفهم الرجل الإنجليزي على عهد إليزابث من المواطن البريطاني المزعوم أنه رزين صامت، والذي عهدناه في شبابنا، وهل يمكن أن يكون الخلق القومي من صنع الزمان والمكان والتغير؟ لقد اعترضت البيوريتانية والميثودية (المنهجية-حركة إصلاح الكنيسة الإنجليزية في النصف الأول من القرن الثامن عشر) بين العصرين والنمطين: قرون سادت فيها مدارس ايتون، وهارو، ورجبي، وعهود الغزاة الطائشين الذين يخمدون أنفاس الناس حين يسيطرون.
لقد كان الرجل الإنجليزي في عهد إليزابث سليل النهضة تماماً. وفي ألمانيا قهر الإصلاح الديني النهضة، وفي فرنسا نبذت النهضة الإصلاح الديني. وفي إنجلترا اندمجت الحركتان كلتاهما. فقد انتصر الإصلاح الديني في حكم إليزابث، وانتصرت النهضة في شخصها هي. وكان ثمة بعض البيوريتانيين من ذوي الحس المتلبد، ولو لم يكونوا صامتين، ولكنهم لم يطرقوا الباب. ولكن كان الرجل المهيمن في ذاك العصر شعلة من نشاط، متحرراً من المبادئ والتعاليم والعوائق العتيقة، ولو لم يكن مرتبطاً بشيء جديد بعد، ولم يكن ثمة حدود لطموحه وأطماعه، وكان متطلعاً إلى تنمية قدراته، لا يقعده شيء عن المرح، يتذوق الآداب إذا كانت تنبض بالحياة، ميالاً إلى العنف في العمل وفي الحديث، ولكنه، وسط