يمثل أجستينو تشيجي طائفة من أهل روما: طائفة أغنياء التجار أو رجال المصارف، وأصلهم عادة من غير أهلها علا شأنهم على شأن نبلاء الرومان الأقدمين، ولم يكن يعلو عليهم في سخائهم على الفنانين والكتّاب إلاّ سخاء الكرادلة والبابوات. وكان مولده في سينا، وكأنما طَعِم الدهاء في الشئون المالية مع طعامه اليومي. وقبل أن يبلغ الثالثة والأربعين من عمره أصبح أكبر مقرضي المال الإيطاليين إلى الجمهوريات والمماليك مسيحية كانت أو غير مسيحية. وكان يمول التجارة المتبادلة بين أكثر من عشرة بلاد من بينها تركيا، وحصل بعقد من يوليوس الثاني على احتكار الشب والملح (٧٨). وفي عام ١٥١١ أتاح ليوليوس سباً جديداً من أسباب الحرب على فيرارا - ذلك أن الدوق ألفنسو قد جرؤ على أن يبيع الملح بثمن أقل مما يستطيع أجستينو أن يتقاضاه (٧٩). وكان لشركته فروع في كل مدينة إيطالية كبيرة، كما كان لها فروع في القسطنطينية، والإسكندرية، والقاهرة، وليون في فرنسا، ولندن، وأمستردام، وكانت مائة سفينة وسفينة تمخر عباب اليم رافعة رايته، كما كان عشرون ألف رجل عمالاً مأجورين عنده. وكان بضعة ملوك وأمراء يبعثون إليه بالهدايا، وكان أحسن جواد عنده هدية من سلطان تركيا؛ ولمّا زار البندقية (وكان قد أقرضها ١٢٥. ٠٠٠ دوقة) وضع مقعده بجوار مقعد الدوج نفسه (٨٠). ولمّا سأله ليو العاشر عن مقدار ثروته أجابه أن الرد على ذلك مستحيل، ولعل الباعث له على هذا الجواب هو التهرب من الضرائب، على أن دخله السنوي كان يقدر بنحو ٧٠. ٠٠٠ دوقة (٨٧٥. ٠٠٠؟ دولار). وكانت صحافه الفضية