المجال الدراسي، وسمح لنفسه بمزيد من الاهتمام بالأمور العامة. وعلى أية حال فقد تجاوز ما سمحت له به أسرته ووقع في الديون وطارده دائنوه وفي جهد يائس للهرب منهم غادر كمبردج فجأة، وفي ديسمبر سنة ١٧٩٣ تطوع في جيش كان يعد لحرب فرنسا. واشترى أخوه جورج إطلاق سراحه مقابل أربعين جنيها إنجليزيا وحثه على العودة إلى كمبردج. ودبر أمر تخرجه من الجامعة في سنة ١٧٩٤ دون الحصول على الدرجة العلمية، ولم يزعجه هذا كثيرا لأنه في هذه الأثناء كان قد اكتشف اليوتوبيا (المدينة المثالية).
وكان يعد نفسه لهذا الاكتشاف بتخليه عن عقيدته الدينية، وعقد آماله على السعادة واليوتوبيا، وقد حركت الثورة الفرنسية مشاعره كما كادت تحرك مشاعر كل المتعلمين وغير الماليين في إنجلترا. والآن، في ربيع سنة ١٧٩٤ وصلته رسالة من صديقه روبرت ألن Allen في أكسفورد مفادها أن طلبة مختلفي المشارب راغبون جدا في إصلاح الأساليب والمؤسسات البريطانية، وذكر ألن Allen أن أحد الطلبة يتميز بالألمعية ويكتب شعرا يحتفى فيه بالثورة الاجتماعية. أيستطيع كولردج أن يذهب إلى أكسفورد للقاء هؤلاء الشباب؟. لقد فعلها كولردج في يونيو سنة ١٧٩٤.
٤ - سوثي Southey: ١٧٧٤ - ١٨٠٣
من بين ثلاثي منطقة البحيرة كان روبرت سوثي أفضل الرجال وأسوأ الشعراء (أقلهم قيمة). ولد في بريستول Bristol وكان ابنا لتاجر أثواب وأقمشة، لكن من بين هذه البيئة التجارية (الميركانتيلية mercantile) كانت خالته إليزابيث تايلور Elizabeth Tyler غالبا ما تدفعه إلى التهذب بسلوكيات المجتمع الأرستقراطي في باث Bath، وتم إرساله في الرابعة عشرة من عمره إلى مدرسة وستمنستر الراقية في لندن وفيها - بلا شك - قرأ سرا أعمال فولتير وروسو وجيبون كما قرأ "فرتر Werther" لجوته كما كتب بعض الشعر الملحمي وقطعا نثرية ثورية، وأثارت مهاجمته للعقاب البدني في مجلة مدرسية بعنوان "الضارب بالسياط The Flagellant" ناظر المدرسة الذي حار جوابا ففصله من المدرسة وهو على وشك التخرج، لكن روبرت استطاع بطريقة أو أخرى أن يتقدم إلى كلية باليول Balliol في أكسفورد في