للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تلك إنثروبولوجيا anthropology كُسيت كساء لاهوتيا: الطفل لا يزال حيوانا يسعد بحريته وأطرافه وعواطفه الحيوانية، ينفض أي كساء وأية قيود وأي حظر، يتطلع إلى الحرية في الحياة الحيوانية والحركة في الحقول أو الغابات أو البحار أو الهواء وشيئا فشيئا يفقد - بامتعاض - تلك الحريات كلما تقدم به السن وكلما أصبح شابا يعيش في ظل الحضارة. لكن وردزورث لم يرد أن يكون كذلك، لقد راح يتذكر فيثاغورث وراح يأمل أن يجد فيه جسرا يعبر منه إلى عقيدته أيام الطفولة (عقيدة الطفولة أو إيمانها) إن الرجل الهرم يبحث عن رحم لمشاعره كالرحم الذي أتى به إلى الحياة.

١٠ - حب وعمل وأفيون: ١٨٠٠ - ١٨١٠

LOVE، LABOR، AND OPIUM

في أبريل سنة ١٨٠٠ أتى كولردج إلى جراسمير بعد أن أكمل مهمته في جريدة مورننج بوست Morning Post ليقضي ثلاثة أسابيع مع آل وردزورث، فأخبرته دوروثي أنها وجدت مأوى جميلا له ولأسرته في منزل كبير يقال له جريتا هول Greta hall على بعد نحو ثلاثة أميال خارج كزويك Keswick وذهب كولردج ورأى البيت في عز الصيف ووجد في إحدى الغرف مكتبة تضم خمسمائة مجلد، كثير منها غلال ملائمة لطاحونته (المقصود ملائمة لمزاجه الفكري) فوقع عقد الإيجار بحماس.

وفي أغسطس سنة ١٨٠٠ اصطحب زوجته سارة وابنه هارتلى Hartley من نذر ستوي إلى منزلهم الجديد، حيث وضعت ساره طفلا آخر أسموه درونت Derwent على اسم بحيرة ومجرى مائي قريب. وسرعان ما حل الشتاء فنبه الأسرة إلى خطئها فقد فاقم البرد والمطر من استعداد كولردج لمرض الربو والحمى الروماتيزمية، كما أن ابتعاد الزوجة عن أقاربها عمَّق اكتئابها لأن زوجها كان غالبا ما يتركها وحيدة مرتحلاً ببدنه وفكره.

فكثيرا ما كان يتركها ليسير على قدميه ستة عشر ميلا إلى كزويك وجراسمير ليسعد بمناقشات وردزورث المثيرة، ورعاية دوروثي الودودة. ولم يكن وردزورث ودورثي ليسيرا في اتجاه الشمال كثيرا ليبهجا أيام كولردج. وفي نوفمبر سنة ١٨٠٠ أقبلت سارة هتشنسون من جالوهل لتمكث عدة شهور مع ماري ووليم ودوروثي في دوف كوتاج Dove Cottage