ولابد أن فرانسيس قد عرف وهو على فراش الموت أنه قد ترك ابنه تحدق به العداوة من إنجلترا وألمانيا وسويسرة ولم يكن يواجه هذا فحسب بل يواجه أيضاً إرثاً من الكراهية في فرنسا نفسها.
[٥ - هابسبورج وفالوا]
١٥١٥ - ١٥٢٦
لم يكن من المتوقع أن يرضى ملك متقلب مثل هذا بالتخلي عن كل الآمال التي كانت قد أثارت أسلافه إلى ضم ميلان، ونابلي إذا أمكن، ليكونا ذرتين في التاج الفرنسي. وقد قبل لويس الثاني عشر الحدود الطبيعية لفرنسا - أي أنه اعترف للألب بالسيادة. وسحب فرانسيس الاعتراف وتحدى حق الدوق مكسمليان سوفورزا في ميلان. وفي غضون المفاوضات التي دارت بينهما بضعة شهور حشد قوة هائلة وجهزها، وفي أغسطس عام ١٥١٥ سار على رأسها وسلك طريقاً جديداً محفوفاً بالمخاطر - واقتحم طريقه عبر جبال صخرية - فوق الألب وانحدر منها إلى إيطاليا - والتقى الفرسان والمشاة الفرنسيون في مارينيانو على مسيرة تسعة أميال من ميلان، بجنود سوفورزا من السويسريين المرتزقة، واستمر بينهما القتال يومين (١٣ - ١٤ سبتمبر سنة ١٥١٥) حدث فيهما مقتلة كبيرة لم تعرفها إيطاليا منذ الغزوات البربرية، وتركت جثث ١٠. ٠٠٠ رجل مطروحة على الأرض. وخيل في فترة ما أن الفرنسيين قد هزموا وعندئذ اندفع الملك إلى الأمام وهاجم ونظم صفوف جنوده وجعل من نفسه مثالاً للجرأة. وجرى العرف أن يكافئ الحاكم المنتصر مَن يظهرون شجاعة خاصة بتنصيب طبقة جديدة من الفرسان في الميدان، ولكن فرانسيس قبل أن يفعل هذا أقدم على حركة لها مغزاها لم يسبقه إليها أحد. فقد ركع أمام بيير، سنيور دي بايار، وطلب تنصيبه فارساً على يد الفرس المشهور، الذي لم يتطرق إليه الخوف، ولم يوجه إليه اللوم، فاحتج بايار بأن الملك، بحكم