للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نونستشن الذي بدئ بتشييده لهنري الثامن في ١٥٣٨ على نطاق إمبراطوري. تقول رواية قديمة إنه "جلب له أمهر الصناع والمعماريين والنحاتين والمثالين من شتى الأمم، إيطاليين وفرنسيين وهولنديين وإنجليزاً من وطنه، فأتوا كلهم بمثال معجز من فنهم في زخرفة القصر، وزينوه من الداخل والخارج بتماثيل تذكرنا بآثار الرومان القديمة من حيث المحاكاة الدقيقة لها، ولكنها فيما عدا ذلك تفوقها إتقاناً". (٢٥) واستخدم مائتان وثلاثون رجلاً بصفة مستمرة في بناء هذا القصر الذي قصد به أن يفوق بهاؤه بهاء قصري فرانسوا الأول في شامبور وفونتنبلو. ونادراً ما بلغ الملوك الإنجليز هذا الثراء، أو الشعب الإنجليزي هذا الفقر. ومات هنري قبل الفراغ من قصر نوستش. وقد جعلته إليزابث مقرها المحبب، ووهبه تشارلز الثاني لخيلته الليدي كاسلمين (١٦٧٠) فأمرت بهدمه، وباعت أجزاءه قطعاً، لأنها رأت في هذه الوسيلة الوحيدة لتحويل هذا العبء المالي إلى ثروة.

[٦ - هولبين الابن]

١٤٩٧ - ١٥٤٣

ما أشد عجز الألفاظ أمام عمل من أعمال الفن! فكل فن يقاوم بنجاح ترجمته إلى أي وسيط آخر، ذلك أن له سمة لاصقة به إما أن تتكلم عن نفسها أولاً تتكلم على الإطلاق. وليس في طاقة التاريخ إلا أن يسجل كبار الفنانين وآياتهم الفنية، أما توصيل هذه الآيات فذلك ما يعجز عنه. والجلوس في صمت أمام لوحة هولبين التي تمثل زوجته وأبناءه خير من ترجمة لحياة الفنان. ومع ذلك …

كان هولبين محظوظاً في نسبه عنه في زمانه. فقد كان أبوه من كبار المصورين في أوجزبورج. ومنه تعلم هانز مبادئ التصوير، ومن هانز بوركمير شيئاً من الجمال والتشكيل الإيطاليين. وفي عام ١٥١٢