إلى جوته الذي ينعم بعافية يحسد عليها، ذلك "العقل السليم في الجسم السليم" وأحس شيلر أنه هناك يوجد الرجل الذي يستطيع أن يعطيه الحافز والدعم، لو أن الجليد القائم بينهما ذاب، وسقط حاجز الأميال الأربعة عشرة الذي يفصل بينهما!
[٧ - شيلر وجوته]
١٧٩٤ - ١٨٠٥
وسقط الحاجز لحظة حين حضر الرجلان في يونيو ١٧٩٤ جلسة عقدتها جمعية التاريخ الطبيعي في يينا. فلما التقى شيلر بجوته وهما يغادران القاعة، قال معلقاً أن العينات البيولوجية المعروضة في المؤتمر تعوزها الحياة، ولا يمكنها أن تعين مشاهدها حقاً على فهم الطبيعة. ووافق جوته مشدداً، وتجاذبا الحديث حتى بلغا بيت شيلر. وقال جوته فيما بعد مستعيداً ذكرى اللقاء "وأغراني الحديث بالدخول معه وشرحت له … "تحور النباتات"-وهي مقالة زعم فيها جوته أن جميع النباتات تنويعات من نمط أولي واحد. وأن كل أجزاء النبات تقريباً تنويعات أو تطويران للورقة. "واستمع … إلى هذا كله بكثير من الاهتمام وبفهم واضح، ولكن ما إن فرغت حتى هز رأسه وقال لي "ليست هذه تجربة، إنما هي فكرة"، أي أنها نظرية لم تثبتها الملاحظة أو الاختبار. وغاظ التعليق جوته، ولكنه رأى أن لشيلر عقلاً مستقلاً، فازداد احترامه لها. أما زوجة شيلر "التي أحببتها وقدرتها منذ طفولتها، فقد بذلت قصاراها لتوثق تفاهمنا المتبادل"(١١١).
وفي مايو ١٧٩٤ كان شيلر قد وقع عقداً بالإشراف على تحرير مجلة أدبية شهيرة "تسمى داي هورين والهوراي" في الميتولوجيا الإغريقية ربات الفصول. وكان يأمل أن يجند للمجلة كانط، وفشته، وكلوبشتوك، وهردر، وياكوبي، وياجيزين، وكورنر، وراينهاولت، وفلهلم فون همبولت، وأوجست فلهلم فون شليجل، ثم جوته-أفضل صيد يطمع في اقتناصه. وفي ٣ يونيو أرسل إلى فايمار رسالة موجهة إلى "السيد الكريم المحتد، الرفيع المقام، المكرم، عضو المجلس الخاص"، تحتوي على نشرة تمهيدية للمجلة المقترحة، وأضاف: "أن الورقة المرافقة تعرب عن