يعنيه هذان المجلدان الفاتنان - إن اسمك سيرتبط معي إلى الأبد بمشاهد الطبيعة الجميلة … أي زعم يمكنني من ادعاء القدرة على مرافقة جماعة فيها مثلك تشع عبقرية وسناء فائقين؟.
وأضاف أن وردزورث "لن يجد أبداً أحدا أكثر استعدادا .. للتضحية حتى بحياته (مثله) لتحقيق مصالحك وسعادتك" وكان رد وردزورث ينطوي على توجيهات رقيقة، فقد كتب له:
"إنني لا أقدر على منح صداقتي (لأحد) فهذا ليس في يدي. إنها هبة لا يستطيع الإنسان تقديمها … فالصداقة الصحيحة والحقة تتكون بمرور الوقت وتحكمها الظروف. إنها ستزهو كالزهور البرية إن كانت الظروف حولها ملائمة، فإن لم يحدث هذا فعبثا البحث عنها".
وحاول أن يثني الشاب عن مراسلته بشكل منتظم فقال له "إنني أكثر الناس كسلاً في هذا العالم وأكثرهم عزوفاً عن كتابة الخطابات" لكنه أضاف قائلا: "وسأكون سعيداً جدا حقا أن أراك في جراسمير".
ورغم حرارة دي كوانسي De Quincy ورغبته في لقاء وردزورث، فإنه لم يقبل الدعوة إلا بعد ثلاث سنوات، وعندما أصبح منزل وردزورث على مرأىً منه فقد الشجاعة وكأنما هو حاج واهن يقترب من روما، فرجع ولم يواصل رحلته للقاء وردزورث، ولكن في سنة ١٨٠٧ وفي بريستول قبل كولردج دعوته لمرافقة زوجته (زوجة كولردج) وأولاده إلى كزويك Keswick، وفي الطريق توقف معه عند منزل وردزورث، والآن، وأخيرا رأى دي كوانسي، الشاعر وردزورث رأي العين، كما كان على بروننج Browning أن يرى شيلي Shelley. قال دي كوانسي: رأيته كومضة نور. إنه رجل أقرب إلى الطول. مد يده وحياني مرحبا ترحيبا ودوداً جداً.
١٥ - سوثي SOUTHEY: ١٨٠٣ - ١٨٤٣
وفي هذه الأثناء - في كل من جريتا هول ولندن - كان سوثي يعول زوجته إديث Edith وبناته الخمس (ولدن في الفترة من ١٨٠٤ و ١٨١٢) وابنه - الذي أحبه حبا يفوق الوصف، والذي وافته منيته سنة ١٨١٦ وهو في العاشرة من عمره. كان سوثي ينفق على كل هؤلاء من