ورتبت له أن يدخل. وقد استعاد في مذكراته "ابتسامتها المفعمة دفئاً ولطفاً (٧٩) ".
لقد كانت طيبة القلب سمحة النفس ما في ذلك ريب. احتملت دون رد عداء الأسرة المالكة ورفض ماري انطوانيت التحدث إليها. وكان شوازيل دون غيره هو الذي لم تستطع الصفح عنه لأنه لم ين عن محاولة طردها من البلاط. وسرعان ما وضح أن واحداً منهما لابد أن يرحل.
[٨ - شوازيل]
كان سليل أسرة لورينية عريقة، وأصبح في مطلع حياته الكونت دستانفيل، وقد ظفر بالتشريف لبلائه في حرب الوراثة النمساوية. وفي ١٧٥٠ حين كان في الحادية والثلاثين استعاد لأسراته ثراءها بزواجه من وارثة غنية. وسرعان ما ظفر بمكان مرموق في البلاط بفضل ذهنه الوقاد وذكائه المرح، ولكنه عطل رقيه بمعارضته لبومبادور. وفي ١٧٥٢ نقل ولاءه فأكتسب عرفانها بصنيعه حين أفشى لها سر مؤامرة دبرت لطردها. فحصلت له على وظيفة سفير في روما ثم فينا. وفي ١٧٥٨ دعي إلى باريس ليحل محل برنيس وزيراً للخارجية، ورقي دوقاً ونبيلاً من نبلاء فرنسا. وفي ١٧٦١ نقل وزارته هذه لأخيه سيزار، ولكنه واصل توجيه السياسة الخارجية، أما هو فاتخذ لنفسه وزارتي الحربية والبحرية. وتعاظم سلطانه حتى كان يتغلب أحياناً على الملك ويخيفه (٨٠). وقد أعاد بناء الجيش، والبحرية، وقلل من المضاربة والفساد في الحربية وفي تموين الجيش، وأعاد النظام إلى صفوف الجيش، وأحل ذوي الكفايات من غير حملة الألقاب محل حملتها ممن شاخوا في سلاح الضباط. وطور المستعمرات الفرنسية في جزر الهند الغربية، وأضاف كورسيكا إلى ممتلكات التاج الفرنسي، وتعاطف مع جماعة الفلاسفة، ودافع عن الموسوعة، وأيد طرد اليسوعيين (١٧٦٤) وأغضى عن إعادة تنظيم الهيجونوت في فرنسا. وقد حمى أمن فولتير في فرنيه، وأيد حملته دفاعاً عن أسرة كالاس، وظفر من ديدرو بمديح قال فيه "أي شوازيل العظيم، إنك لتسهر على مقدرات الوطن (٨١) ".