(١٧٧٤ - ٧٨). وقد اكتسب حب لبرون باللوحة الرائعة التي رسمها له والمعروضة الآن في اللوفر. وألوانه الرمزية ولمسته الخفيفة تبين الانتقال من اضمحلال لويس الرابع عشر المعتم إلى عصر آخر مرح، وهو عصر الوصاية والفنان فاتو.
أما الثاني وهو ياسينت ريجو، فكان أصلب عوداً. وقد كسب هو أيضاً قوته برسم الأشخاص (أنظر صورته البديعة لبوسويه في اللوفر)، ولكنه لم يكسبه بالتملق. ومع أن صورته التي أظهر فيها لويس الرابع شامخاً مسيطراً، والتي ترتفع في مؤخرة قاعة اللوفر الكبرى، تبدو من بعيد وكأنها إشادة بالملك، فإننا نلاحظ إذا تأملناها عن كثب ملامح الملك جامدة منتفخة، وهو واقف على قمة سلطته وعلى حافة قدره (١٧٠١). وكانت أغلى صور العصر ثمناً كما أنها أفضلها عرضاً، فقد نقد لويس ريجو فيها ٤٠. ٠٠٠ فرنك (١٠٠. ٠٠٠ دولار؟) -وربما كان هذا الأجر معادلاً لما دفعه لويس ثمناً للثياب الرائعة التي زينت هنا انحلاله.
[٥ - النحت]
كان المثالون أقل حظوة وثواباً في هذا العهد من المصورين. ومع ذلك فالمنحوتات المرمرية القديمة هي التي اشتهى لبرون أن تصاغ على غرارها جميع الفنون. وقد أنفقت الأموال الطائلة وسخرت المواهب الكثيرة في شراء أو نسخ التماثيل التي بقيت على قيد الحياة بعد انهيار العالم القديم. ولم يقنع لويس بالنسخ طبعاً. وإذ كان يذكر حدائق سالوست وهادريان الرومانية، فقد استخدم لفيفاً من المثالين الأكفاء لينفخوا بتماثيلهم الحياة في بستان فرساي. وأقيمت الزهريات الضخمة كزهرية الحرب التي صنعها كوازيفوكس في حوض نبتيون، وعلى شرفة القصر؛ ونحت الشقيقان جاسبار وبلتازار دمارسي "حوض باخوس" العظيم، وأبرز جان باتست