حسبنا هذا القدر عن الحكومة، فلننظر الآن في أحوال الشعب. أولاً تأمل أشكال بنيتهم. فما من شك في أن رينولدز تسامى بها، فأظهرنا غالباً على المحظوظين حملة ألقاب النبالة، وأضفى على أجسادهم البدينة بهاء من أرواب الشرف وشاراته. ولكن استمع إلى جوته يصف الإنجليز الذين شاهدهم في فايمار! "يا لهم من قوم ملاح الوجوه رائعي السمت! "-وأقلقه الخوف من أن يصرف هؤلاء البريطانيون الشبان، المملوؤن ثقة في أنفسهم، الذين تفيض عنهم السلطة عفواً، الفتيات الألمان عن الافتتان بالرجال الألمان (١). وقد احتفظ كثيرون من هؤلاء الشبان بقوامهم حتى تقدم بهم العمر، ولكن الكثيرين انتفخت كروشهم وخدودهم حين خلفوا ملاعب مدارسهم إلى لذات المائدة، وتفتحوا كأنهم الورود الحمراء القانية، وكافحوا في هدأة الليل ذلك النقرس الذي غذوه أثناء النهار المرح. وقد ضاع شيء من الخشونة الإليزابيثية في القصف الذي رافق عودة الملكية. أما النساء الإنجليزيات فقد أصبحن أجمل مما كن في أي وقت مضى، على لوحات الرسامين على الأقل: قسمات دقيقة، شعر تجمله الأزهار والأشرطة، وأسرار غامضة يغلفها الحرير، وقصائد من الشعر كلها رشاقة وجلال.
وكانت فوارق الزي الطبقية في طريقها إلى الزوال بفضل ما جد من وفرة في الثياب القطنية التي تنتجها المصانع المتكاثرة، ولكنه ظلت على