فيما يبدو على جريمة القتل. وفي الطريق أوقفه المتحمسون منهم وأوقعوه أرضاً، وأوسعوه ضرباً حتى مات، ثم قطعوا رأسه، واخترقوا شوارع باريس في عرض ظافر وهم يحملون هذه الغنيمة الدامية مرفوعة عالياً فوق حربة.
في عصر ذلك اليوم عاد لويس السادس عشر إلى فرساي من رحلة صيد قضى فيها نهاره، ودون في يوميته هذه الملاحظة "١٤ يوليو: لا شيء" فلما وصل الدوق دلاروشكوكو-لانكور قادماً من باريس أنبأه بنبأ الهجوم الناجح على الباستيل. وقال الملك مندهشاً "ماذا، هذا تمرد " وأجاب الدوق "لا يا مولاي، إنها ثورة".
وفي ١٥ يوليو ذهب الملك إلى الجمعية في تواضع وأكدها أن الجنود الإقليميين والأجانب سيبعدون عن فرساي وباريس، وفي ١٦ يوليو أقال يروتوي واستدعى نكير لوزارة ثالثة. وبدأ بروتوي وأرتوا ودبرولي وغيرهم من النبلاء حركة نزوح المهاجرين عن فرنسا، ودمرت لجماهير أثناء ذلك الباستيل بعد أن تسلحت بالمعاول والبارود. وفي ١٧ يوليو ذهب لويس إلى باريس يرافقه خمسون من الجمعية، واستقبله المجلس البلدي والشعب في الأوتيل دفيل، وثبت على قبعته شارة الثورة الحمراء البيضاء والزرقاء.
[الختام]
وهكذا نختتم في هذين المجلدين الأخيرين مسحنا للقرن الذي مازالت صراعاته وإنجازاته فعالة اليوم في حياة البشر. لقد رأينا الثورة الصناعية تبدأ بذلك السيل المتدفق من المخترعات التي قد تحقق-قبل أن نصل إلى الألف الثاني للميلاد-حلم أرسطو بالآلات التي تحرر البشر من كل عناء يدوي. ولقد سجلنا المراحل التي خطتها علوم كثيرة صوب فهم أفضل للطبيعة وتطبيق أجدى لقوانينها. ولقد رحبنا بانتقال الفلسفية من الميتافيزيقا العقيمة إلى اجتهادات العقل في شئون البشر الدنيوية. ولقد تتبعنا باهتمام حي محاولة تحرير الدين من الشعوذة والتعصب وعدم التسامح، وتنظيم الأخلاقية