في عام ١٥٦٤ كانت الإمبراطورية الرومانية المقدسة-برغم أنها، كما قال فولتير، لم تكن، لا إمبراطورية، ولا رومانية، ولا مقدسة-خليطاً رائعاً من دول مستقلة: ألمانيا، ولكسمبورج، وفرانس-كونتيه، واللورين، وسويسراً، والنمسا، وبوهيميا، ومورافيا، وجزء من المجر. وكانت هذه كلها تدين بالولاء والسلطان للإمبراطور مكسمليان الثاني سليل بيت هبسبرج العريق، الذي حكم الإمبراطورية منذ ١٤٣٨ وسيواصل حكمها حتى ١٨٠٨. وبعد أن اعتزل شارل الخامس الملك (١٥٥٥ - ١٥٥٦) اقتسمت الأسرة نصف أوربا بين فرعيها، فحكم الهبسبرج الأسبان فحكموا أسبانيا وولاياتها. وندر في التاريخ أن تسلطت أسرة واحدة حقبة هذا طولها على أناس هذا عددهم.
وكان حكم آل هبسبرج أكثر تحرراً في الإمبراطورية في أسبانيا، لأن الدول التي تألفت منها الإمبراطورية كانت تختلف أشد الاختلاف سواء في الحكومة، أو اللغة، أو الدين، أو الصفات العرقية، عجزت حتى