هو وكويجوند وأصدقاؤهما إلى فلح قطعة من الأرض يزرعون فيها غذاءهم وتقوم المرأة ذات الردف الواحد وبغي صلح شأنها صديقها الأخ الراهب بمهام كثيرة. إنهم يجدون في العمل ويلقون في عملهم نصباً، ويأكلون، ويتولاهم بعض الضجر لكنهم إلى حد ما راضون قانعون. ويحاول بانجلوس أن يثبت أن هذا أفضل العوالم الممكنة، حيث أن معاناتهم أدت بهم إلى هذا الهدوء والسلام. فيجيب كانديد بأن هذا كلام جميل ولكن علينا أن نزرع جنتنا. وتنتهي القصة القصيرة.
وكان فولتير قد حاول تضمين صة المغامرة والحب شيئاً من الهجاء اللاذع لما إليه ليبنتز من تبرير العدالة الإلهية في وجود الشر، ولتفاؤل بوب، ومساوئ الدين، وحوادث العشق والغرام في الأدبار، والصراع الطبقي والفساد السياسي، والحيل الشرعية والرشاوى القضائية، ووحشية قلنون العقوبات، وجور الاسترقاق، وما تجره الرب من خراب ودمار. وكانت قصة كانديد قد ألفت حين كانت حرب السنين السبع دائرة سجالاً بين النصر والخراب والدمار والموت. وأطلق فلوبرت على تحفة فولتير خلاصة أعماله (٣٦). ولم تخل كانديد من عيب معظم الهجاء وهو المبالغة السخيفة، ولكن فولتير كان يعلم تمام العلم أن قليلاً من الرجال يواجهون هذه السلسلة المريرة من الكوارث مثلما واجهها كانديد. ولابد أنه عرف كذلك أنه على الرغم من أنه حسن أن يزرع الإنسان حديقته وأن يتقن المرء عمله الفردي المباشر، فإنه من الخير كذلك ألا تقتصر أرباحه على ما يعود عليه من حقله. أنه أفلح حديقته في فرني على أحسن وج. ولكنه ملأ أوربا صراخاً واحتجاجاً على إعدام كالاس.
[٥ - ضمير أوربا]
كان جان كالاس أحد أفراد جماعة صغيرة من الهيجونوت-البروتستانت الكلفنيين تركت في تولوز بعد قرن من الاضطهاد ومصادرة الأملاك والتحول الجبري إلى الكثلكة. ولم يستبعد القانون الفرنسي البروتستانت من الوظائف