المسلمين الذين اشتغلوا بقطع الجواهر أو المعادن النفيسة، أو الذين حفروا العاج أو الخشب أو رصعوه. والنسيج الباقي للآن عبارة عن قطع أو أجزاء صغيرة. ولكن المنمنمات تصور لنا تشكيلة واسعة من المنتجات الجميلة من الكتان الرفيع في القاهرة إلى الخيام الحريرية في سمرقند. والحق أن الذي أثار بسرعة حسد أوربا، هم أولئك المزخرفون الذين صمموا الأنماط والطرز المعقدة ولكنها مع ذلك منطقية: القماش المقصب (البروكار) والقطيفة والحرائر، للمغول والتيموريين، بل حتى البسط التركية. وفيما يسمونه الفنون الصغرى قاد الإسلام العالم.
[٨ - الفكر الإسلامي]
أفلت شمس العلم والفلسفة وضاع مجدها، لأن الدين كان قد كسب معركته ضدهما، في الوقت الذي كان فيه يتراجع ويستسلم في الغرب المراهق. وكان الذين يحظون بالشرف الرفيع هم رجال الدين والدراويش والنساك والأولياء، أما العلماء فقد قصدوا إلى استيعاب نتائج أبحاث أسلافهم، أكثر مما قصدوا إلى إمعان النظر في الطبيعة من جديد. وكان آخر تقدم أو محاولة نشيطة في الفلك الإسلامي في سمرقند حين صاغ راصد النجوم في مرصد أولوج بك في سنة ١٤٣٧ الجداول الفلكية التي حظيت بأعظم التقدير في أوربا حتى القرن الثامن عشر. وقاد ملاح عربي مزود بجداول وخريطة عربية، فاسكودا جاما من أفريقية إلى الهند في المرحلة التاريخية التي وضعت نهاية لسيطرة الإسلام الاقتصادية (٤٩).
وفي الجغرافيا أنجب المسلمون شخصية عظيمة فذة في هذا العصر. ففي سنة ١٣٠٤ ولد في طنجة محمد عبد الله بطوطة الذي طاف بدار الإسلام- العالم الإسلامي- لمدة أربع وعشرين سنة ثم عاد إلى المغرب