من المناطق الإيطالية الخاضعة للبوربون. وذهب الكونت جامبا وابنه إلى بيزا وسرعان ما لحقت بهما تيريزا بناء على نصيحة بايرون، وفي الأول من نوفمبر سنة ١٨٢١ وصل بايرون إلى بيزا واستقر في الكازا لا نفرانشي the Casa Lanfranchi في الأرنو the Arno حيث كان شيلي قد استأجر بالفعل غرفا لاستقباله. والآن سيأتي المحك الأخير لصداقتهما.
[١٣ - التباين]
لقد كان كل من الشاعرين قد وصل الآن إلى ذروة تطوره. لقد كان على الأكبر سنا منهما أن ينظم بعض القصائد في عمله (دون جوان Don Juan) التي اشتملت على عداء مرير لإنجلترا، عداء لم يكن حتى الغاليون Gallic (الفرنسيون) يستسيغونه. وكان علمه The vision of Judgment (أكتوبر ١٨٢١) يمثل هجاء لا يرحم لكن سبق سوثي (Southey) بعمله A vision of Judgment (أبريل ١٨٢١) قد حرض على الثأر منه (من بايرون) بإطلاق زعيم المدرسة الشيطانية في الشعر الإنجليزي عليه (على بايرون) وقد هوى عليه بايرون بنقده الماهر الساخر.
وفي مؤلفاته الأخيرة هذه ابتعد بايرون عن روح (شايلد هارولد Childe Harold) الرومانسية والانقباض والمرارة، ليتخذ موقفاً أكثر كلاسيكية متجها نحو العقل والمنطق وروح الفكاهة، وإن كان لا يزال ينقصه الاعتدال. وتظهر خطاباته - خاصة تلك التي أرساها إلى الناشر مري - نضجاً أكثر لأنها تحتوي على نقد ساخر ينطوي على نقد ذاتي وتفحص لأعماله كما لو أنه اكتشف أن التواضع يفتح الباب للحكمة. لقد كان متواضعا فيما يتعلق بشعره:
"إنني أضع الشعر أو الشعراء في مرتبة فكرية سامية. وقد يبدو هذا انحيازا لكنه رأيي الحقيقي … إنني أفضل المواهب العملية - مواهب الحرب في مجلس الشيوخ أو حتى في مجال العلم - فتلك أفضل من تأملات الحالمين الذين لا يملكون إلا الحلم".
وقد امتدح شيلي إنساناً لكنه فكر كثيرا في شعره كفانتازيا طفولية Childish fantasy. وكان تواقا لتقييمه كإنسان أكثر من تقيمه شاعراً، وكان واعيا - بشكل مؤلم - بمظهره، وكان يفضل الركوب على المشي لأن إصابة قدمه اليمنى كانت تصرف النظر عن وجهه الوسيم، وكان موقفه من الطعام متذبذبا متغيراً فطورا يفرط في الطعام وطورا يقوم بحمية، ففي سنة