للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفصل الثاني

الصينيون ولغتهم (١)

تعداد السكان - مظهرهم الخارجي - ملبسهم -

خصائص اللغة الصينية - خصائص الكتابة الصينية

إن أول عنصر من عناصر الصورة التي سنرسمها في هذا الفصل هو عنصر العدد؛ فالصينيون كثيرون، وليس عددهم معروفاً بالضبط، وكل ما يقال عنه من قبيل الحدس والتخمين. ويظن بعض العلماء أن سكان الصين في عام ٢٨٠ ق. م كانوا يبلغون حوالي ٠٠٠ ر ٠٠٠ ر ١٤ وأنهم وصلوا في عام ٢٠٠ ق. م إلى ٠٠٠ ر ٠٠٠ ر ٢٨ وفي عام ٧٢٦ ق. م إلى ٠٠٠ ر ٥٠٠ ر ٤١ وفي عام ١٦٤٤ بعد الميلاد إلى ٠٠٠ ر ٠٠٠ ر ٨٩ وفي عام ١٧٤٣ إلى ٠٠٠ ر ٠٠٠ ر ١٥٠ وفي عام ١٩١٩ إلى ٠٠٠ ر ٠٠٠ ر ٣٣٠ (٢٠). ويقول أحد الرحالة الأوربيين إنه أحصى في الصين في القرن الرابع عشر "مائتي مدينة كل واحدة منها أكبر من مدينة البندقية" (٢١). وإحصاء السكان في الصين يحدث تنفيذاً لقانون يحتم على كل صاحب بيت أن ينقش اسم كل ساكن فيه على لوحة عند مدخله (٢٢). ولسنا نعلم بطبيعة الحال مدى صحة هذه اللوحات، ولا مدى صحة التقريرات التي يقال إنها توضع على أساسها، وحسبنا أن نقول إن سكان الصين يبلغون الآن حوالي أربعمائة مليون من الأنفس.

ويختلف الصينيون في أجسامهم، فهم في الجنوب أقصر قامة وأضعف أجساماً منهم في الشمال، غير أنهم بوجه عام أنشط أهل قارة آسية وأكثرهم حيوية، ذوو بأس وصبر على الشدائد والآلام، شديدو المقاومة للأمراض، سريعو التأقلم في كل مناخ؛


(١) إن هذا الوصف الذي نصف به المجتمع الصيني لينطبق بنوع خاص على ذلك المجتمع في القرن التاسع عشر. أما ما حدث في هذا المجتمع من تطورات على أثر اتصاله بالأمم الغربية فسندرسه في الفصول التالية. ويجب أن يؤخذ كل ما نورده من وصف له بالحذر والاحتياط لأنه ما من حضارة من الحضارات تكون متماثلة في عهد طويل أو في رقعة من الأرض واسعة.