- إننا نعلم من هوراس Horace إن "هوميروس Homer ينام أحياناً"،
- ونشعر بدونه أن وردزورث أحيانا يستيقظ
(يظل يقظان - والمقصود أنه نائم عادة).
وبعد أن حصل بايرون على درجة الماجستير في كمبردج صادق الملاكمين وتعلم تحاشي الضربات وأخذ دورة عملية أخرى في حياة الليل في لندن، وأبحر في ٢ يوليو ١٨٠٩ مع هوبهوس إلى لشبونة وتطلع للشرق.
٢ - الرحلة الكبرى: بايرون ١٨٠٩ - ١٨١١ م
لم تكن رحلة - من الناحية التقليدية - هائلة: فقد كانت إنجلترا في حالة حرب، وكان نابليون يحكم فرنسا وبلجيكا وهولندا وألمانيا وإيطاليا، لذا فقد قضى بايرون معظم العامين اللذين استغرقتهما رحلته في ألبانيا واليونان وتركيا، وقد تركت هذه الرحلة أثرا مهما في سياساته وفي وجهات نظره عن النساء والزواج بل وأثرت في موته. لقد خلف ديونا مقدارها ١٣،٠٠٠ جنيه إسترليني وراءه (المقصود قبل أن يبدأ رحلته) واصطحب معه أربعة من الخدم. لقد وجد لشبونة فقيرة مسلوبة القوة ولم تكن حرب شبه الجزيرة الأيبيرية مبررا كافيا لهذه الحال، وبدا كل الناس عدوانيين فكان بايرون يحمل مسدسيه أينما ذهب.
وانتقل ركبه على ظهور الخيل إلى أشبيلية وقادش Cadiz ومنها - على ظهر فرقاطة بريطانية - إلى جبل طارق (وهناك أعفى كل خدمه ما عدا خادمه الخصوصي متولي أمور ملابسه وليم فلتشر) ومن جبل طارق اتجه إلى مالطة حيث أحب السيدة سبنسر سميث (١ - ١٨ سبتمبر ١٨٠٩)، وتصرف بشكل مناف للذوق حتى إن القبطان البريطاني علق على تهوره وعدم كياسته. فتحداه بايرون مع تلميح ادعائي سخيف
"طالما أن السفينة التي عليّ أن أركبها لا بد أن تبحر على أول تغير في اتجاه الريح، فإن الإبحار في الساعة السادسة غدا هو الوقت المناسب تماما، فهذا أدعى لترتيب أشغالنا بشكل أفضل وأسرع"
واعتذر القبطان عن عدم تنفيذ ذلك.
وفي ١٩ سبتمبر غادر بايرون وهوبهوس على السفينة سبيدر Spider