للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

غالبها جيد، بل وقرأ بيكون ولوك Locke وهيوم Hume وبيركيلي Berkeley. وكان من الواضح أنه فقد عقيدته الدينية لأن أحد رفاق دراسته وصفه بأنه ملحد ملعون. وفي السابعة عشرة من عمره التحق بكلية التثليث Trinity College في كامبردج، وهناك أقام في جناح مكلف به خدم وكلب كما اتخذ له رفيقاً غير متزن يشاركه السكن وتعامل مع العاهرات والأطباء وكان بين الحين والحين يبحث عن خدمات متميزة في لندن. وفي إجازة قضاها في بريتون Brighton (١٨٠٨) كان معه فتاة متنكرة في شكل صبي، لكنه طور في كامبردج ما أسماه حبا شديدا وعاطفة قوية - رغم نقائها though Pure لشاب وسيم.

وقد أقام صداقات دائمة بسبب مرحه وحيويته وكرمه، وكان أفضل هذه الصداقات هي صداقته مع جون كام هوبهوس John Cam Hobhouse الذي كان يسبقه في الدراسة بعامين إلا أنه ساهم في ضبط حياة بايرون غير المنضبطة في بعض الأحيان. فقد كان الشاعر الشاب (بايرون) يبدو على وشك تدمير نفسه بتحرره (المقصود عدم انضباطه الخلقي) فلم يكن ذكاؤه بقادر على أن يحل محل المحاذير الدينية التي لم يعد يأخذ بها.

وفي يونيو سنة ١٨٠٧ - وكان قد بلغ التاسعة عشرة من عمره. ونشر ديوان ساعات من الكسل بقلم جورج جوردون ولورد بايرون، الصغير. وذهب إلى لندن لترتيب أن يحظى ديوانه بتعليقات طيبة وقد حيته دورية مستخلصات ادنبره (عدد يناير ١٨٠٨) بتعليقات ساخرة. لقد سخرت من العنوان كعنوان يليق بالنثر لا بالشعر، وانتقدت المؤلف واعتبرت ذكر اسمه مقرونا بغيره هو نوع من الاعتذار، فلم لا ينتظر هذا اللورد المراهق الوقت المناسب للنشر عندما يصبح أكثر نضجا.

وبلغ الحادية والعشرين من عمره في ٢٢ يناير ١٨٠٩، ودفع ديونه الملحة وانغمس في المقامرة وشغل مقعده في مجلس اللوردات وعانى كثيرا بسبب الصمت الذي ينصح به العضو الجديد (المبتدئ) لكن بعد ثلاثة أيام شن هجوما على ناقدي كتابه في دورية (English Bards & Scotch Reviewers) لقد شن هجوما حادا وحيويا وكأنما هو يحاكي - بل ويضارع - بيانات البابا. لقد سخر من الحركة الرومانسية الوجدانية (التي أصبح بعد ذلك رائدها) ودعا للعودة إلى الروح الرجولية والأسلوب الكلاسيكي اللذين سادا في عصر أوغسطس Augustan Age: