لم يسمع حلف الإيمان في معسكراتهم قط، بل إنها كانت تدوي بالعظات والصلوات. انهم لم يسلبوا ولم ينهبوا، ولكنهم اقتحموا الكنائس ليجردوها من الصور الدينية، ويخلصونها من الأسقفيين أو البابويين (٩١)". وكانوا يهتفون فرحين أو غاضبين حين يلاقون العدو. ولم تنزل بهم الهزيمة قط .. وعندما كان الملكيون يطاردون مشاة سير توماس فيرفاكس في ناسبي (١٤ يونية ١٦٤٥)، حول كرومويل بفرسانه الجدد الهزيمة إلى نصر مبين، إلى حد أن الملك فقد كل مشاته ومدفعيته ونصف خيالته، ونسخاً من مراسلاته التي نشرت لتكشف عن خطته في استقدام مزيد من القوات الإيرلندية إلى إنجلترا، وإلغاء القوانين المناهضة للكاثوليكية.
ومنذ تلك اللحظة أخذت أحوال الملك تزداد سوءاً وبسرعة. فإن مركيز مونتروز، قائده البطل في إسكتلندة، بعد عدة انتصارات، هزم في فيلبهو وهرب إلى القارة. وفي ٣٠ يوليه ١٦٤٥ استولى جيش البرلمان على باث، وفي ٢٣ أغسطس تخلى روبرت عن برستول إلى فيرفاكس، والتمس الملك، دون جدوى، العون من كل الجهات. وأحس جنوده بأن قضيتهم خاسرة، فتذرعوا بمختلف المعاذير وتخلفوا عنه وانضموا إلى العدو. وحاول بالمفاوضات الملتوية مع كل فريق على حدة أن يوقع الانقسام في صفوف أعدائه-فيفرق بين المستقلين والبرلمان، وبين البرلمان والاسكتلنديين، ولكنه أخفق في ذلك. وكان لتوه قد أرسل زوجته الحامل، عبر أراضي معادية، لتبحر إلى فرنسا، وأمر الآن الأمير شارل بالفرار من إنجلترا بأية وسيلة ممكنة. وتنكر هو، مع اثنين من المرافقين، وشق طريقه إلى الشمال حيث استسلم للاسكتلنديين (٥ مايو ١٦٤٦). ووضعت الحرب الأهلية الأولى، بالفعل أوزارها.
[١٠ - المتطرفون]
١٦٤٦ - ١٦٤٨
وراود شارل الأمل في أن يعامله الاسكتلنديون، وكأنه لا يزال ملكاً عليهم، ولكنهم آثروا أن يعتبروه سجيناً لديهم. وعرضوا عليه أن يعاونوه على استرداد عرشه، إذا قبل التوقيع على "التحالف والميثاق المقدسين" وبمقتضى ذلك. يكون مذهب المسيحية المشيخية إجبارياً في كل الجزر البريطانية، ولكنه أبى عليهم ذلك. وبعث