للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكانتا تعانيان المصاعب المالية، أما الفنون فركدت، وكان نصف لشبونة لا يزال (١٧٧٤) في الخرائب التي سببها زلزال ١٧٥٥. وكان تعلق الشعب الفطري بأهدب الدين يعيد سلطان الكنيسة إلى سابق عهده. وكان صلف بومبال وأساليبه الدكتاتورية تخلق له أعداء جدداً كل يوم. وكان قد اقتنى لنفسه ولأقربائه ثروة طائلة وبنى لنفسه قصراً غالي التكلفة. ولم تكد توجد أسرة نبيلة في المملكة بغير عضو محبوب من أعضائها يذوي غي غياهب السجن. وكان الناس في طول البرتغال وعرضها يصلون ويتضرعون إلى الله سراً بأن يسقط بومبال عن عرشه.

[٤ - انتصار الماضي]

في سنة ١٧٧٥ بلغ الملك الستين. وكانت العلل الخليلات قد أشبنه قبل أوانه، وراح ينفق الساعات متأملاً في الخطيئة والموت. وسأل نفسه أكان على حق في انتهاج سياسات وزيره، وهل كان منصفاً لليسوعيين؟ ثم ما خطب أولئك الأشراف والقساوسة نزلاء السجون؟ بوده أن يغفر لهم وهو يطلب الآن المغفرة لنفسه. ولكن أنى له أن يذكر فكرة لهذه لبومبال؟ وفي ١٢ نوفمبر ١٧٧٦ أصيب بنوبة فالج، وكان البلاط يغتبط توقعاً لحكم ملك جديد ووزارة جديدة. وكانت وريثة العرش ابنته ماريا فرنسسكا التي كانت زوجاً لأخيه بدرو. وكانت امرأة صالحة، وزوجاً وأماً صالحة، وإنساناً عطوفاً باراً، ولكنها كانت إلى ذلك كاثوليكية غيوراً، كرهت عداء بومبال للأكليروس كرهاً حملها على ترك البلاط لتعيش في هدوء مع بدرو في طليوذ على أميال من العاصمة. وأحاط الدبلوماسيون الأجانب حكوماتهم بأن تمنع انقلاباً وشيكاً في السياسات البرتغالية.

وفي ١٨ نوفمبر تناول الملك الأسرار المقدسة، وفي ٢٩ نوفمبر أصبحت ماريا وصية على العرش. وكان من أول أفعالها إنهاء سجن أسقف كويمبرا، ورد الحبر البالغ أربعة وسبعين عاماً إلى كرسيه وسط مظاهر الفرح