لقد كان من يزور رومة في الزمن القديم يجد فن التصوير أكثر انتشاراً من فن النحت في هياكلها ومساكنها، وأروقتها، ذات العمد، وميادينها؛ وكان يعثر فيها على الكثير من أعمال كبار الفنانيين الأقدمين أمثال بولجنوتس Polygnotus وزيوكسيس Zeuxis، وأبليز Appeles، وبروتجنيس Protogmese وغيرهم. ولم تكن الأعمال أقل قيمة أو أقل تقديراً في الإمبراطورية الواسعة الثراء من صور عهد النهضة الأوربية في أمريكا الغنية في هذه الأيام؛ وكان يجد أعمال رسامي الإسكندرية ورومة أعظم وفرة في رومة القديمة من صور النهضة في أمريكا الحديثة وذلك لحسن تعهدها وشدة العناية بحفظها. لقد كان الفن قديماً في إيطاليا حيث كان كل جدار يتطلب الفن، والتجميل. وأتى على إيطاليا حين من الدهر كان نبلاؤها أنفسهم يمارسون هذا الفن، ولكن تيار الحضارة الهلنستية الجارف جعل التصوير يوناني الطابع شديد الخضوع للعرف والتقاليد حتى أنتهى الأمر بأن عجب فالريوس مكسمس Valerius Maximus من ان فابيوس بكتور Fabius Pictor ينزل من علائه فيصور على جدرانه "هيكل الصحة"(٢٤). غير أنا نجد حالات شاذة لا ينطبق عليها هذا التعميم: من ذلك أن أرليوس Arellius قد ذاع صيته في أواخر عهد الجمهورية لأنه كان يستأجر العاهرات ليكن نماذج لصور الآلهات؛ وحدث في عهد أغسطس أن اشتغل بالتصوير شريف أبكم يدعى كونتس بديوس Quintus Pedius لأن عاهته قد سدت في وجهه جميع سبل الأعمال الأخرى؛ واستخدم نيرون لتزيين بيته الذهبي مصوراً يدعى أمليوس Amulius كان "يرسم في وقار جم وهو مرتد جبته (٢٥).