نانت لحفيدها. ولقد اجتمعت في مرجريت في لحظة من اللحظات خصائص عصر النهضة وعهد الإصلاح الديني (٣١).
وانتشر تأثيرها في فرنسا وكانت كل نفس حرة تتطلع إليها باعتبارها حامية لها ومثالاً للحرية. وقد أهدى إليها رابليه كتابه Gargantua. وكان رونسار ويواقين دي بلاي يحذوان حذوها بين آن وآخر في صوفيتها الأفلاطونية والأفلاطونية. وإن ترجمات مارو للمزامير لتفوح منها أنفاس روحها نصف الهيجونوتية. وترنم بايل في القرن الثامن عشر بنشيد لها في معجمه، وفي القرن التاسع عشر قدم لها ميشليه البروتستانتي في المحفوظة الشعرية المطولة الرائعة التي لا يمل الناس سماعها والمسماة "تاريخ فرنسا" ما يعبر عن شكره بقوله: "فلنتذكر دائماً ملكة نافار الرقيقة، هذه الملكة التي وجد قومنا الهاربون من السجن أو المحرقة في أحضانها الأمان والاحترام والصداقة. إننا نعبر عن شكرنا لكِ أيتها الأم الحبيبة لنهضتنا. لقد كان بيتكِ دار قديسينا وكان قلبكِ عشاً لحريتنا (٣٢) ".
[٤ - الفرنسيون البروتستانت]
لم يحاول أحد البحث في أن الحاجة ماسة لإصلاح ديني، وظهر هنا رجل الدين الصالح والشرير كما ظهر في أي مكان آخر: قساوسة مخلصون ورهبان متبتلون وراهبات قديسات. وظهر هنا وهناك أسقف نذر نفسه للدين أكثر مما نذرها للسياسة، وقساوسة جهلة أو خائرو العزيمة. ورهبان كسالى وفاسقون ورهبان ينبشون عن المال ويتظاهرون بالفقر. وأخواة ضعيفات في الأديان وأساقفة يؤثرون عرض الدنيا ويعرضون عن ثواب الآخرة. وبينما ارتفع شأن التعلم هوى الإيمان، وبينما كان لرجال الدين النصيب الأكبر في التعليم فإنهم أظهروا بسلوكهم أنهم لم يعودوا يتأثرون بفلسفة الحشر والنشر المروعة، التي أملتها عليهم يوماً عقيدتهم الرسمية. وخص بعض