يتعشى مع آل ثريل كل خميس في منزلهما بسوثوراك، وكان منذ ١٧٦٦ ينفق معهما الصيف عادة في فلتهم الريفية في ستريتهام بمقاطعة صري. وجعلت السيدة ثريل من بيتها صالوناً كان يقطبه جونسن، وراوده رينولدز وجولدسمث وجاريك وبيرك، وآل بيرني، وأخيراً-بوزويل-مدفوعاً بالغيرة لأنه علم أن السيدة ثريل تجمع البيانات عن نظرات بطلها وعاداته وألفاظه. وهكذا قدر لـ "السيرة" أن يكون لها منافس.
[٤ - الدب الأكبر]
كيف كان "الدب الأكبر" يبدو؟ كتب بوزويل عقب لقائهما الأول (١٧٦٣) يقول: "أن مستر جونسن رجل رهيب المنظر للغاية … رجل كبير الحجم جداً، يشكو التهاب العينين، والشلل الارتجافي (تقلص عصبي لا إرادي) والداء الخنازيري وهو رث الهندام جداً، ويتحدث بصوت غاية في الخشونة"(٥٣). ووصفته السيدة ثريل حين تقدم به العمر فقالت:"كانت قامته فارعة إلى حد ملحوظ، وأطرافه غاية في الكبر .. أما قسماته فمحددة تحديداً قوياً، ووجهه مشرس جداً .. وكان في إبصاره قصر، وفيه غير ذلك قصور، ومع ذلك كانت عيناه شديدتي الجموح، والنفوذ، والضراوة أحياناً، حتى أن الخوف منه كان في اعتقادي أول انفعال يبدو في عيون ناظريه"(٥٤).
وكان جونسن يأسف على الساعات التي يجلس فيها إلى مصور يصوره باعتبارها "وقتاً مضيعاً"، ومع ذلك فعل هذا عشر مرات حين رسمه رينولدز، ومرة حين صنع نولكنز له تمثالاً نصفياً. وفي ١٧٥٦ أبرزه السر جوشوا بديناً ثقيل الحركة (٥٥)، وفي ١٧٧٠ رسم له صورة جانبية وجعله يبدو شبيهاً بجولد سمث (٥٦). وفي ١٧٧٢ أسلمته أشهر صورة للأجيال اللاحقة رجلاً ضخماً صعب المراس، له شعر مستعار هائل، ووجه ممتلئ كبير، وحاجبان هابطان فوق عينين حائرتين، وأنف ضخم وشفتان غليظتان، وذقن ملغد .. وكان شعره المستعار تزيحه غير مرة الحركات التشنجية التي تند عن رأسه وكتفيه ويديه (٥٧). وكان مهمل الهندام.